- جاء تحديد منطقة “بروم”، والتي تبعد عن مدينة المكلا “30” كيلو متراً تقريباً، كموقع جديد لإنشاء ميناء حديث بمحافظة حضرموت، باعتبار “بروم” منطقة بحرية وذات أعماق بحرية مناسبة، وحدد السقف الأعلى للكلفة التقديرية مرحلة أولى للميناء، والذي سيفي بحاجة محافظة حضرموت حتى عام 2030م، بمبلغ “4”مليارات ريال أي ما يوازي 20 % من التكلفة التقديرية العامة للمشروع..- واجهت مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية صعوبات جمة في إدراج المشروع ضمن مشاريع عام 2010م، ورغم ذلك فقد واصلت المؤسسة تنفيذ الإجراءات التنفيذية للمشروع، وباشرت في مناقصة اختيار الاستشاري وتأهيل المقاولين، وتجهيز وثيقة المناقصة والتي أعدت من قبل استشاريين فرنسيين، وأدرجت المؤسسة هذا المشروع الاستراتيجي الهام “ميناء بروم” ضمن مشاريعها للعام الجاري 2011م، حيث يتوقع البدء في المرحلة الأولى في النصف الثاني من العام الجاري 2011م وسيستمر العمل بالميناء حتى عام 2016م وهو العام الذي حُدد لافتتاح الميناء. - البدء في المرحلة الأولى من مشروع (ميناء بروم) منحى موضوعي هام لقياس هذا الميناء والذي يؤمل منه إنعاش محافظة حضرموت والمحافظات المجاورة (شبوة والمهرة) تجارياً واستثمارياً وسيعمل على تحفيز المستثمرين والشركات على استثمار أموالهم في هذه المحافظات بعد أن ترددوا كثيراً في استثمارها بسبب عدم قدرة ميناء المكلا الحالي بمنطقة خلف بالمكلا على استيعاب الحركة التجارية بسبب محدودية مساحات الميناء وافتقاره للمعدات الحديثة فضلاً عن مؤثرات داخلية وخارجية كانت عوامل كابحة لنشاط ميناء المكلا الحالي الذي أسس في عام1985م ولم يعد اليوم قادراً على المنافسة.. إذن (فميناء بروم) ضرورة موضوعية للنشاط التجاري والاستثماري لمحافظة مثل حضرموت التي تتحدد بالساحل والوادي والصحراء وتعد أكبر محافظات الجمهورية اليمنية مساحة فضلاً عن وجود مثل هذا الميناء بحضرموت سيخدم عمل الشركات النفطية العاملة بالمنطقة الشرقية برمتها وسيعزز دور مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية وسيخدم تجار المحافظة الذين ظلوا يأملون في تنفيذ هذا المشروع منذ أن تم حجز أرضية في عام 1993م واستخراج وثيقة رسمية بهذه الأرض باسم المؤسسة في عام 2009م بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (215) لعام 2008م. - إن استمرار عمل ونشاط مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية وتنفيذ المهام المنوطة بها يكمن أساساً في تنفيذ أهم مشاريعها الإستراتيجية وهو (ميناء بروم) والذي وجه فخامة الأخ/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بإنشائه في حضرموت بتمويل حكومي (لمرحلته الأولى) على أن تتم تنفيذ مرحلة اللاحقة من خلال الاستثمارات المحلية والأجنبية. - ولهذا فإن أي تأخير أو تلكؤ في تنفيذ هذا المشروع الحيوي الاستراتيجي الهام سيكون كارثياً على مستقبل مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية ومؤلماً على تجار حضرموتوشبوة والمهرة حيث سينعكس سلباً على كافة الأنشطة الاستثمارية والتجارية في المنطقة الشرقية. - إن الخطوات الإجرائية التي تتم من قبل المؤسسة الهادفة إلى الإسراع في تقليص الفترة الزمنية للبدء في المرحلة الأولى من المشروع ستكون عديمة الفائدة إذا لم يستفد منها بإدراج الكلفة الأولى المطلوبة للمشروع المقدرة ب 20 % من الكلفة العامة والتي وجه بها رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء وذلك ضمن البرنامج الاستثماري لعام 2011م. - وخلاصة القول: مشروع ميناء بروم يعد من أهم المشاريع الاستراتيجية بمحافظة حضرموت وتأجيل تنفيذ مرحلته الأولى لأي سبب كان لم يعد مقبولاً اليوم فموقع المشروع والأرض تم تحديدها ولا توجد بها أية عوائق وهي مهيأة تماماً لتنفيذ المشروع في مرحلته الأولى أو التالية وأي تأجيل للمشروع ربما يخلق ظروفاً جديدة قد تجعل من إنجاز المشروع مكلفاً كما انه وفي ظل الركود العالمي فإن العديد من الشركات العالمية ستقدم عروضاً لأسعار جيدة ومنافسة لتنفيذ هذا الميناء الهام. والله من وراء القصد. Ali baqi [email protected]