في ظل عصر الانتفاضات الجماهيرية الشعبية على أنظمة عربية تقادم عهدها تزداد المخاطر على مصير الشباب العربي وعلى قيمهم ونموهم الأخلاقي ، ففي عهدنا هذا تتشكل حالة من صعود قيم مرتبطة بالعصر الراهن ومنجزاته التقنية وهي قيم مختلفة في كثير من جوانبها عما ألفناه في عهدنا من قيم وعادات مستقرة . تعارفنا عليها نحن الآباء والأجداد.. كيف يجب التعامل اليوم مع مسيرة شبابنا ونموهم الأخلاقي دون السطو ودون التسيب أو التجاهل.. والحقيقة أنه لا بد من دراسة الأخلاق في وقتنا الراهن. فلدراسة الأخلاق أهمية كبيرة وذلك نظراً لما يواجهه الشباب من تيارات مختلفة نشأت عن التطور الحضاري المادي السريع وتناقض هذه التيارات القيم التي تعارفنا عليها .. وكذلك تعرض الشباب لتيارات متصلة من الإغراءات المختلفة والتي تؤثر في السلوك وفي العادات فنجد كثيراً من أولادنا الشباب تحت تأثير وسائل الإعلام المتلفزة في زنابير القنوات الفضائية وماتبثه من مبادىء وقيم وعادات تنطوي على قدر كبير من عدم الانسجام وعدم التكامل ، فيعاني القلق جراء مايجد من تناقض بين القيم والمبادىء. وماتقوله الأستاذة / بسماء آدم أستاذة علم النفس في جامعة دمشق(لابد من الاعتراف أننا في مجتمعنا العربي لا نزال على بعد من شبابنا في مشاركتنا مشاعرهم وأحاسيسهم والإحساس بأفكارهم ) وهذا مانلاحظة هذه الأيام من قبل بعض المسنين من الآباء والأجداد استنكارهم لما يقوم به شباب العصر من النداء المتواصل لتغيير الأنظمة العتيقة التي تقادم عهدها . وخاصة في طور الأسرة العربية في عصر التقنية. ولقد وجد ( لورانس كولبرج) أن نمط تعامل الأهل مع الأبناء له أثر كبير في رفع مراحل النمو الأخلاقي عند الأبناء أو إحباطه فعندما تكون تربية الوالدين قائمة على العطف والتفاهم والتشجيع فإنها سوف تؤدي إلى دفع النمو الأخلاقي قدماً . هذا وقام باحثون باكتشاف دور الارتباط الأمن مع الأهل في دفع النمو، في المرحلة المبكرة. فتشجيع الأبناء وتحفيزهم لأخذ أدوار الآخرين وذلك بالاهتمام بهؤلاء الشباب الذين هم ربيع الأمة ومجدها المتجدد .. وكذلك في التربية الحسنة السوية في وضع الأبناء في تجارب مع زملائهم النبهاء حيث يؤدي هذا التلاحم إلى تعزيز التعلم الأخلاقي كما أن الالتفات للشاب وهم في زهرة العمر وتشجيعهم ليقوموا بدورهم في عملية اتخاذ القرارات الخاصة بهم له أثر كبير في الارتقاء بمستوى النمو التربوي والأخلاقي . فعلينا نحن الآباء يقع العبء الأكبر في التربية وفي أخلاق أولادنا وأحفادنا. والمخاطر التي يخشى الوقوع فيها. فالآباء هم المصدر الأساسي للنمو الفكري والأخلاقي فعلي حد آراء علماء النفس والاجتماع. أن الآباء المتعلمين والحازمين يسهلون عملية النمو والدفع بالشباب الى ماهو انفع و أصلح لهم في مستقبلهم بعد تخرجهم من الجامعات والمعاهد والدراسات العليا ليحققوا من حقوق الإنسان وديمقراطية المجتمعات بالسبل التي يقبلها عصرنا هذا .