بعد عشر سنوات من المطاردة الوهمية بين وكالة الاستخبارات الأمريكية وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن – ظهر الرئيس الأمريكي على شاشة الفضائيات يعلن نبأ مقتل زعيم القاعدة في باكستان في منطقة أبت آباد التي لا تبعد أكثر من 80 كيلو متراً عن عاصمتها إسلام آباد. حسب الرواية التي قدمتها أرملة بن لادن اليمنية أمل السادة لفريق التحقيق الباكستاني فإن بن لادن أقام في مدينة مدينة هايبور القريبة من أبت آباد العام 2003م قبل أن يستقر به المقام في مدينة أبت آباد العام 2005م. هذه المدينة تعد منطقة استراتيجية من الناحية العسكرية فتتواجد بها أكاديمية عسكرية ومصنع للذخيرة وتم بناء المنزل المخصص لإقامة بن لادن بالقرب من هاتين المنشأتين الحيويتين والتفسير القائم على دهاء القاعدة استخباراتياً في اختيار هذه المنطقة لأنها مستبعدة من حسابات الاستخبارات الأمريكيةوالباكستانية يحمل الكثير من المغالطات التي لايمكن استيعابها. الرؤية الأمريكية للحادث (يحمل دراما لفيلم تم صناعته في هوليود) تقول: إن عملية استخباراتية بدأت في شهر أغسطس وانتهت إلى تحديد مكان إقامة بن لادن واتخاذ قرار مهاجمته وأن مراسل بن لادن هو من ساعد على الوصول إليه عبر مراقبة مكالمة تلفونية له. تعطيل الرادارات الباكستانية لحظات اختراق الطائرات الأمريكية لأجواء باكستان والإنزال الآمن في منطقة الحدث التي تعد منطقة استراتيجية عسكرية وتبادل إطلاق النار لأكثر من 45 دقيقة ونقل جثمان بن لادن والإقلاع بالطائرات الأباتشي والخروج من الأجواء الباكستانية بأمان كل ذلك تم دون علم باكستان!!. إجراء فحص الحامض النووي (DNA) وإجراء المراسيم بالطريقة الإسلامية كما زعمت المصادر الأمريكية ورمي جثمان بن لادن في مياه بحر العرب كل ذلك تم في غضون ساعات بالإضافة لعدم بث أو نشر صور لزعيم القاعدة بعد مقتله لتأكيد حقيقة مقتله تضع علامات استفهام عديدة أمام الحدث. سواء قُتل بن لادن أو لم يُقتل فإن حقيقة استفادة المخابرات الأمريكية من الأعمال التي نفذها تنظيم القاعدة ضد أمريكا أو في العديد من الدول العربية والإسلامية قدمت خدمة مميزة لأمريكا لتمكينها من السيطرة على العالم واستخدام ورقة الإرهاب في تمرير الكثير من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة التي خولت لأمريكا السيطرة على العالم كان آخرها منح السفن العسكرية الأمريكية حق مهاجمة وتفتيش السفن والقوارب في مياه بحر العرب وخليج عدن بذريعة ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة القادمين من أفغانستان. كما أن القاعدة خلال فترة نشاطها الممتد لأكثر من عشرين عاماً أسس لفكر متطرف لن ينتهي بمقتل أسامة بن لادن أو حتى مقتل الصف الأول من قيادات هذا التنظيم. توقيت مقتل بن لادن المتزامن مع انتشار ما يسمى بالثورات العربية يؤكد حقيقة استخدام أمريكا لهذه الورقة وانتهاء فاعليتها الآن في ظل وجود تيار الإخوان المهيأ للعب دور أكبر في المنطقة وفق المخطط الأمريكي. هل يمكن أن يبقى زعيم القاعدة في منطقة بت آباد الاستراتيجية سبع سنوات بدون علم المخابرات الأمريكيةوالباكستانية؟!!.