منذ احتلال إسرائيل لفلسطين عام 48 واصطلح على تسمية ما حدث ب«النكبة» وهي تسمية صحيحة؛ لأن الفلسطينيين أخرجوا من ديارهم بقوة عالمية، ولم يكن اليهود وحدهم بقيادة ديفيد بن جوريون وجولدا مائير ديان وإسحاق شامير وليفي أشكول, بل الأمريكيون والأوروبيون وخاصة البريطانيين الذين كانوا في الميدان بحكم الصلاحية التي منحت لهم من عصبة الأمم تحت مبرر الوصاية ولهدف معلن لم يعملوا به وهي فض الاشتباك بين المستوطنين السابقين واللاحقين من جهة وقوات الهاجانا وغيرها وبين الفلسطينيين من ناحية أخرى بقيادة أمين الحسيني والملوك في العراق وسوريا وشرق الأردن. منذ تلك النكبة واللاجئون الفلسطينيون لم يعودوا إلى ديارهم بموجب القرار الدولي رقم 194 ولا جزء منهم بما فيهم الذين أخرجتهم إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة بعد حرب يونيو 67م ويصل عددهم جميعاً إلى حوالي ثلاثة ملايين، موزعين في الدول المجاورة وفي دول أوروبية وأمريكية شمالية وجنوبية وفي بعض الدول الأفريقية وفي دول الخليج العربي. وبمناسبة ذكرى “النكبة” هذه الثالثة والستين أحيا الفلسطينيون والمصريون واللبنانيون مآسيها بالتظاهرات والاقتراب من الحدود الفاصلة التي صنعها الاحتلال, وجرت مواجهات بين جنود الاحتلال والشبان الفلسطينيين في أكثر من نقطة في قطاع غزةولبنانيين في مارون الرأس التي من أخطر المواقع التابعة للمقاومة اللبنانية التي تلقّت ضربات شديدة في عدوان 2006م الذي فشل فشلاً ذريعاً بشهادة قادة الجيوش الأجنبية والعربية وخبرائهم، رغم ما أنزلت من القنابل والصواريخ والقذائف الموجهة المحرمة دولياً بشعب لبنان وفي طليعته المقاومة المسلحة. كما أن سكان مجدل شمس في هضبة الجولان السورية المحتلة شاركوا أشقاءهم إحياء الذكرى الأليمة وهتفوا بشعارات تطالب بخروج المحتل الصهيوني من الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة اليوم قبل الغد, مستنهضين أشقاءهم العرب. ووصل التضامن الشعبي المصري معهم إلى درجة التنادي بالذهاب إلى معبر رفح وعبوره إلى غزة, وتجمّعوا في شارع التحرير وسط القاهرة لأداء صلاة الفجر يوم السبت الماضي والدعاء إلى الله بأن يعيد الحق إلى أهله ومناشدة كل الشعوب العربية بأن تقف إلى جانبهم وقفة شجاعة حتى يتحقق النصر بإذن الله.