ليس أصعب على الإنسان من أن يرى الباطل ولايستطيع عمل شيء لتغييره، وهي سمة غير محمودة لمجتمع كان يباهي بأمور صارت اليوم مبعث السخرية والاستهجان.. خاصة عندما يتعلق الأمر بالبيئة والنظافة وسلوك الناس عموماً! البيئة في عدن صارت في خبر كان ويتحملها أطراف عدة أولهم الشباب الذين يغلقون الشوارع ولايسمحون لسيارات البلدية بالدخول لأخذ القمامة وثانيهم السلطة المحلية التي غابت وغيبت كل ما يتعلق بالدور المطلوب منها،وهو من صلب مهامها وثالثهم المجتمع الذي يتفرج على كل شيء ولايلوي على شيء مايعني تكاثر البعوض والذباب والقوارض وستكون المدينة عرضة لأمراض عديدة لن تتحملها المدينة ومشافيها شبه المشلولة لندرة الدواء الذي لايتوفر لديها،وإن توفر في الصيدليات فبأثمان غالية للغاية! البيئة في عدن مهددة والمتسبب فيها تلك الأطراف مجتمعة أو متفرقة،لكن ليس من مبرر أن نترك الأمور على عواهنها أو نلقي باللوم على جهة دون الأخرى،فمسئولية النقاء والنظافة مهمة المجتمع من منطلق “النظافة من الإيمان” وهي مقولة تؤكد لنا حرص ديننا الإسلامي الحنيف على ذلك وأردف “ومن لا نظافة له لا إيمان له”. أو هكذا كما قالوا.. إن تدهور الأمور لايعني السلطات بقدر ما يعنينا نحن المواطنين وإن لم نكن نحن عاملاً مساعداً للإصلاح،كلّ في حيّه ومدينته وشارعه أو إن لم نسمح للناس القيام بواجباتهم بذرائع مشروعة أو غير مشرعة لدى آخرين،فإن الطين يزداد بلة، وتتسخ الشوارع وينسى الناس والأطفال خاصة حرمة الشارع أو الحي ويجعلونه مكاناً للهو واللعب والتخريب..إلخ. ونعلم أن لجاناً كثيرة قد تشكلت لهذه الأمور، لكنها للأسف لم تفلح إلا في نشر الملصقات وكتابة الشعارات التي لم تلق استجابة وظلت الحال في سوء وتسارع لماهو أسوأ .. ما يعني أن المجتمع سوف ينزلق إلى ثقافات هدامة تجعله يفقد أمنه وطمأنينته وسلامته وصحته ..وغير ذلك وهذا ما لايمكن التسليم به .. والمثل يقول “الوقاية خير من العلاج”. ولهذا مطلوب أن نتنبه لواقعنا وحياتنا ومدينتنا ووطننا، ولكل مقام مقال .. إذا عدنا لهذا الحال!