إن الذكرى الواحدة والعشرين لقيام الوحدة تعيد إلى الذاكرة اليمنية تلك التضحيات النضالية الخالدة خلود التاريخ والجغرافيا، وتذكر ما لدينا من الأبناء والأحفاد أن الانتصار للوحدة اليمنية وللديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة لم تكن عملية سهلة وعابرة يمكن الدفاع عنها أو التخلي عنها اليوم واستعادتها واستردادها في الغد دون حاجة إلى نضالات وتضحيات كدودة يمتزج فيها الدم اليمني الجنوبي بالدم اليمني الشمالي والجهد الجنوبي اليمني بالجهد الشمالي اليمني، والإمكانيات المادية الجنوبية بالإمكانيات الشمالية.. بقدر ماهي عمليات الجهود فيها شاقة ومؤلمة والتضحيات فيها مضنية ومكلفة، يستوجب التفكير ملايين المرات في أي تصرفات غير مسئولة وغير جادة وغير مستعدة للتضحية بالجهد وبالمال وبالدم وبالروح، لأن الوحدة والحرية من المنجزات التاريخية العملاقة غير القابلة للتفريط والمساومة بأي حال من الأحوال. نعم إن الاحتفاء والاحتفال بالذكرى الواحدة والعشرين يدل على مدى الأهمية التاريخية للوحدة وللديمقراطية، نظراً لما يتعرض له الوطن من أزمات سياسية حادة ناتجة عن مؤامرة انقلابية تحتمل كل ما يخطر وكل ما لا يخطر على بال من النوايا السيئة. إن الاهتمام بالوحدة هو في أبعاده اهتمام بالديمقراطية والاهتمام بالديمقراطية اهتمام بالشرعية الدستورية التي نتمسك بها بقوة جماهير الشعب اليمني في أغلبيتها الساحقة صاحبة القول الفصل في منح الثقة وحجب الثقة. أعود فأقول إن الوحدة والديمقراطية منجزات تاريخية عملاقة لا يمكن للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب اليمني التفريط بهما بأي حال من الأحوال السياسية وتحت أي ظرف من الظروف الاقتصادية والاجتماعية المعقدة مهما كانت خطورتها لأنهما جناحا الثورة اليمنية 26 سبتمبر و 14 أكتوبر الخالدة والتفريط بهما أو بأي منهما عملية تآمرية غير معقولة وغير مقبولة على نحو يحتم على كل القوى والفعاليات السياسية في هذا الوطن اليمني الذي نستظل بظلاله أن يكون مع الوطن ومع الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في الثورة والوحدة والديمقراطية وضد أعداء الوطن والشعب الذين يتآمرون على مكتسباته وثوابته الوطنية، ويأبون إلا الوقوف في صف أعدائه الذين يحاولون جاهدين إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف، لأن الثوابت الوطنية أصبحت من الناحيتين الدستورية والقانونية جزءاً لا يتجزأ من نسيجه وقناعاته ووجوده، غير قابلة للتفريط جزئياً وكلياً بأي حال من الأحوال؟!