كانت الجلباب الذي لبسته جيوش أوروبا الاستعمارية حين غزت العالم بحملاتها الاستعمارية منذ القرن السادس عشر الميلادي تحت استراتيجية الكشوف الجغرافية. احتلت الجيوش الأوروبية قارات العالم القديم والجديد مدعية أنها تحمل الحرية والديمقراطية ووسائل التطور والتقدم لشعوب العالم ولا ندري هل كان بالضرورة أن تأتي الحرية والديمقراطية بالجيوش وكل أسلحة الدمار الأوروبي !! دول الغرب التي تدعي الوصاية والانتصار لمبدأ الحرية والديمقراطية هي التي احتلت جيوشها بالقوة والعنف بلدان العالم في آسيا وأفريقيا واستراليا وأمريكا اللاتينية وكذا أمريكا الشمالية ومارست كل ألوان القمع والعنف والإبادة الجماعية للشعوب الأصلية وتاجرت أيضاً بأبناء الشعوب وباعتهم كعبيد في أوروبا والأمريكيتين ومارست معهم شتى أنواع العنف والاضطهاد والاستبداد والاستعباد والاستغلال حتى الموت. هذا الغرب الأوروبي والأمريكي الذي يتشدق بأنه حامي حمى الحريات والديمقراطيات والعدالة الدولية هو الذي ارتكب أبشع جرائم الحرب ضد شعوب العالم في العصرين القديم والجديد وكلنا نعرف ذلك حكاماً ومحكومين وما زالوا يدعون أنهم يحملون إلينا الحرية والديمقراطية والعدالة والمشكلة أننا نصدقهم ولم نسأل أنفسنا: لماذا يدعمون الحرية والديمقراطية في العراق وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن وفي السودان وفي سوريا ولا يدعمون الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني!!. الآن أسأل: إلى متى نظل نصدق الغرب ونصادقه ونحالفه ونحن نعلم وللأسف انه عدونا عدو الحريات والديمقراطية والعدالة؟!!.