جملة مطاطية.. وكلام نظري، يتشدق به الغرب الأوروبي والأمريكي.. فالحرية الإعلامية حسب الغرب هي حرية في حدود ما يريده النظام ومتى يشاء النظام الرأسمالي، الحرية في خدمة الرأسمالية وليس في خدمة الشعوب وصدقوني أننا اليوم في بلادنا العربية والإسلامية حيث التخلف وحيث يقال الأنظمة القمعية والدكتاتورية والاستبدادية يوجد هامش كاف للحرية الإعلامية أفضل من الغرب.. بل أكثر من الولاياتالمتحدةالامريكية.. فالدكتاتورية الرأسمالية أكثر قمعاً للصحافة والصحافيين.. فالإعلام عموماً لا تملكه الدولة بل تملكه الشركات، وهو في خدمة الشركات ويخدم أهداف الشركات في صياغة العقل والتفكير في الشارع العام من خلال تشويه صورة الآخرين أو الآخر، وتروج ليس للحرية والديمقراطية بقدر ما تروج وتقنع الشعوب الغربية بحروب أنظمتها الامبريالية الاستعمارية ضد شعوب العالم وتصور أن هذه الشعوب متوحشة ومستبدة وأنظمتها دكتاتورية وأن الحروب الغربية ضد الشعوب هذه هي لتحريرها من الاستبداد والدكتاتوريات ومساعدتها على التقدم والتخلف.. ولا ندري أي حرية وديمقراطية هذه التي تأتي على البوارج الحربية وحاملات الطائرات والجيوش المسلحة وتحتل البلاد والعباد وتكمم الأفواه وتقيد الحريات وتفتح المعتقلات وتستبد الشعوب، هذه حرية الإعلام الغربي.. وحين نجد صحافة وصحافيين يتناولون الرؤساء والوزراء أو قادة جيوش فبإيعاز من الحاكم الحقيقي “الشركات الامبريالية” حين يحاول رئيس أو رئيس وزراء أو رئيس دولة الخروج عن طوعها ومحاولته أن يكون رئيساً فعلاً للشعب وغير ذلك وما يمس النظام الرأسمالي فإن مصير الصحافي الطرد والتسكع على الأرصفة إن لم يصف جسدياً وينتهي وتنتهي قضيته ضد مجهول. إن حرية الإعلام في الغرب كلام للمزايدة، وكلنا نعلم كم قتل من الصحافيين في العراق، وفي افغانستان وفي سوريا نتيجة لمهنيتهم في تغطية الأحداث.. بل كم قناة يشوش عليها، وكم قناة تبعد من البث، وعدم السماح بوصولها إلى الغرب لأنها تغطي بمهنية، وتكشف ممارسات وسلوكيات الغرب السيئة، وبهدف اسكات صوت الآخر حتى لا يصل إلى الشعوب الغربية التي تضلل من قبل الإعلام الغربي، وتجهل حقيقة نظامها الذي تملكه “الشركات” سياسة وإعلاماً، واقتصاداً، وفكراً.. وأي شيء لا يوافق سياسات وأهداف وأطماع الشركات فلا حرية له “إعلاماً مقروءاً، أو مسموعاً، أو مرئياً” وكل الإعلام يعمل تحت إشراف أجهزة الاستخبارات، وحسب ما تمليه على الإعلام.. فهل هذه هي الحرية !!! حتى “هوليود” مركز السينما الأمريكية العالمية نشاطها يتم تحت إشراف ودعم وزارة الدفاع والاستخبارات الأمريكية. بل تمول العديد من الأفلام لتضليل الشعب الأمريكي وأفعال عسكرية ضد الشعوب الأخرى من قبل وزارة الدفاع، بل وتوفر العديد من الإمكانات العسكرية.. وذلك لإنتاج أفلام تظهر جرائم أمريكا ضد الشعوب الأخرى أنها حروب إنسانية، ودفاعاً عن أمن أمريكا.. بينما هي حروب ظالمة واستعمارية !! فهل هذه حرية إعلام ؟!! رابط المقال على الفيس بوك