المعلوم أن البلدان والنظم تؤسس وتبنى،وتؤهل وترفع مستويات،وتطور،وتحسن أجهزتها الاستخبارية لتصبح قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار القومي للأوطان والشعوب في آن واحد.. ولو أن هذه المسألة نظرية.. لأن ممارسة، وسلوك هذه الأجهزة ليسا سوى لتأمين النظم الحاكمة دون استثناء، وإخافة الشعوب نظرياً، ومادياً حتى تكون متقبلة طائعة لقرارات أنظمتها التي لا تمت بصلة لأمن واستقرار وسلام ومصالح الشعوب.. بقدر ما تكون القرارات ومردوداتها وفوائدها خالصة للقوى الحاكمة،وحلفائها خارج الحكم، أو شركاء الحكام من الباطن. ففي الغرب الأوروبي،والأمريكي،وفي المجتمعات الرأسمالية العملاقة.. حيث تحتكر السلطة، والحكم بيد القوى الرأسمالية "الصناعية،والمالية،والخدمية،والعقارية والإعلامية والاتصالات"هذه القوى التي تملك كل شيء، ولاتعطي شيئاً حين فكرت في أمنها،والحفاظ على الحكم بيدها،واستمرار احتكارها واستغلالها لشعوبها.. فكرت في إنشاء أجهزة استخبارية لحماية أنظمتها الرأسمالية.. وحين تطورت أطماعها لاحتكار العالم طوّرت هذه الأجهزة للتجسس والتآمر على الأنظمة المناوئة لها في العالم لإسقاطها وإحلال أنظمة تابعة ملحقة لها، ولإخضاعها بالحرب ضد هذه الشعوب " الأنظمة" لإسقاطها .. وعلى أجهزة الاستخبارات أن تفبرك التقارير التي تبرر لشعوبها حروبها في الخارج وسياساتها العدوانية الاستعمارية،وأنها لتأمينها من الإرهاب الذي يهدد أمنها من قبل الشعوب الأخرى.. أي أن الاستخبارات وجدت لحماية النظام الرأسمالي الاستعماري،والتآمر ضد الشعوب الأخرى والاعتداء عليها واحتلالها، وتبرير تلك الحروب بأنها لحماية أمن شعوبها .. وكل ذلك كذب وزيف.. كتاب "لماذا فشلت الاستخبارات" لمؤلفه أستاذ الشؤون الدولية في جامعة كلومبيا "روبرت جريس" ليس صحيحاً أن "المخابرات فشلت .. فمنذ الهجوم على "بيرل هاربر"الأمريكي من قبل اليابان،وحتى "غزو العراق" وهي تؤدي دورها المرسوم، في فبركة التقارير لتبرير حروب الرأسمالية الأمريكية ضد العالم . فهجوم اليابان على " بيرل هاربر" لم يكن مفاجئاً.. ولكن ترك لينجح حتى يبرر الهجوم الأمريكي الذري لتجريب القنابل النووية على "هورشيما،ونجازاكي"كي تستسلم اليابان وهذا ما حصل.. ودون المرور في الفترة بين هذه الجريمة المهولة وغزو العراق..ننتقل إلى غزو العراق، والذي كان مبيتاً من قبل القوى الرأسمالية مسبقاً..ولكن كان لابد من مبرر لذلك أمام الشعب الغربي.. ففبركت الاستخبارات تقارير وصوراً مدبلجة عن أسلحة دمار شامل في العراق .. لكنها لم تنطل على مجلس الأمن .. فقامت الإدارة الأمريكية مع حلفائها بالغزو ودون قرار. المهم أن الأجهزة الاستخبارية الرأسمالية مهمتها تلفيق التقارير ودبلجة صور، وتوجيه الإعلام الغربي لتبرير سياساتها العدوانية الاستعمارية خارجياً،وحماية الرأسمالية داخلياً سيف مسلط على رقاب شعوبها التي بدأت اليوم تستيقظ من سباتها.