(الأمن القومي الأمريكي) هي عبارة يرددها كل من يدخل البيت الأبيض الأمريكي رئيساً للولايات المتحدة.. وهي عبارة لا أساس لها من الصحة. إن الأمن القومي الأمريكي (وهم .. وهم)، لأن لا أحد في العالم (يهدد أمن أمريكا) أرضاً وإنساناً، الشعب الأمريكي أمنه غير مهدد من الخارج، فالدولة الأمريكية من القوة العسكرية والاقتصادية إلى حد لا يتجرأ أحد على تهديد أمنها ولا أمن مواطنيها.. الحقيقة هي عكس ذلك.. الإدارة، أو النظام الأمريكي هو من يهدد أمن وسلام العالم.. لأنه نظام (امبريالي) تحكمه وتسيره شركات الرأسمالية (الصناعية، وشركات صناعة وتجارة السلاح، والشركات النفطية، والاستثمارية، والخدمية، والمصارف المالية) التي تطمع في احتكار العالم.. بسبب الطبيعة المتوحشة للرأسمالية. الإدارة الأمريكية تشن حروبها ومؤامراتها ضد شعوب العالم ليس دفاعاً وحماية ل(الأمن القومي الأمريكي) ولكن لصالح الحفنة الامبريالية الرأسمالية.. وعلى حساب الشعب الأمريكي ومصالحه. وحكاية (الأمن القومي الأمريكي) ليست سوى ذريعة لتضليل الشعب الأمريكي، وتبرير حروب الدولة الأمريكية العدوانية على شعوب العالم، بل يصل الأمر إلى حد أن تقوم المخابرات الأمريكية إلى صناعة أحداث مثل تفجير المبنى الفيدرالي في أوكلاهوما وتدبير وتسهيل أحداث مثل أحداث أيلول عام 2001م لكي تقنع الشعب الأمريكي بأن أمنه مهدد، بل وترتكب المخابرات والإدارة الأمريكية الأكاذيب وتلفيق الأخبار الملفقة عن الإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل، وقد اعترفوا بذلك لتبرير عدوانهم العسكري على أفغانستان والعراق. فالإدارة الأمريكية ومؤسساتها الاستخبارية والدفاع هم جزء من الرأسمالية التي تستفيد ممثلة بقادتها من عوائد هذه المؤامرات والاعتداءات العسكرية.. وهم من أوصل الولاياتالمتحدة بذلك إلى الأزمة المالية والاقتصادية.. وحمّلت الشعب الأمريكي نتائج ذلك ليعاني ويكابد اليوم جراء ذلك الأمرين.. وتتهدد أمنه الحياتي «المعيشي» والصحي من قبل نظامه وليس من الخارج.. كما توهمه الإدارة الأمريكية واستخباراتها.