إن وجود عربي إسلامي قوي غير مقبول بالنسبة للدوائر الإمبريالية الغربية، وخاصة الإمبريالية الأمريكية ممثلة ب”الإدارة الأمريكية” التي لا تمثل أمن ومصالح الشعب الأمريكي.. بقدر ماهي موظفة لدى القوى الإمبريالية “الشركات” فكل الإدارة والمؤسسات التابعة لها تقوم بخدمة الشركات، وبالذات المجمع الصناعي العسكري، وشركات النفط، والخدمات.. إضافة إلى خدمة نفسها فالحياة البذخة، والدخل العالي الذي يتلقاه أباطرة “الدفاع والمخابرات المركزية وال إف .بي .آي” لا يستمر إلا باستمرار السياسة الأمريكية وفتح للحروب الخارجية والتجسس والمؤامرات على شعوب العالم.. ويقنعون الشعب الأمريكي الطيب أنهم يخوضون الحروب حماية لأمنه.. ما علينا.. تعالوا معي: العالم العربي الإسلامي يقع في قلب العالم ومن يسيطر على هذا القلب يسيطر على العالم بسبب أن القلب هذا غني بالثروات وخاصة النفط والغاز ..يقع هذا القلب في موقع جغرافي استراتيجي له أهميته الدولية في أوقات السلم والحرب.. طبعاً هذا القلب هو بلاد العرب والمسلمين.. وللسيطرة عليه ظلماً وعدواناً بهدف السيطرة على العالم وثرواته.. أثبتت التجارب التاريخية أن من الصعب السيطرة والهيمنة على هذه البلاد “قلب العالم” وأن المحاولات قد فشلت عبر التاريخ.. بفعل رفض أبنائه وشعوبه “عرباً ومسلمين” ووقوفهم في وجه كل المحاولات من القوى الكبرى للسيطرة على بلادهم.. وقاوموا بكل قوة وفدائية. إذا لجأت القوى الإمبريالية الغربية وخاصة “الإدارة الأمريكية” إلى السعي والتخطيط والتآمر، والغزو لتدمير العالم العربي الإسلامي دون مواجهة مباشرة.. وإنما من خلال تكوين جماعات دينية متطرفة متعصبة، وذلك من خلال أنظمة عربية تابعة، أو قوى محلية، ودعم ومساندة وتمويل وتسليح هذه الجماعات ثم إثارة الفتن فيما بينها، وبعضها البعض وفيما بينها وبين القوى الأخرى قومية وتقدمية وتحررية.. وعلى مدى فترة استطاعت أن توصلنا في العالم العربي الإسلامي إلى ما نحن عليه من فتن ، وتمزق، وعداء وحروب.. وهذا غير خاف على أحد.. وحيث يمكن التدخل عسكرياً يتم التدخل العسكري المباشر مثل ما حدث في “أفغانستان والعراق وليبيا وكذا الصومال” أما حيث لا تستطيع التدخل فقد أثارت الفتن والحروب بين القوى الدينية، وحكوماتها كما هو الحال في باكستان وفي لبنان وفي الصومال وفي الجزائر وحتى في فلسطين.. بل وتمضي في هذه السياسة وبالتعاون مع أنظمة عربية، وعلماء البورصة لتغيير اعتقادات الشعب العربي والإسلامي بأن العدو الحقيقي لهم ليس العصابات الصهيونية، بل هي جمهورية إيران الإسلامية.. وفعلاً استطاعت بمساعدة بعض الأنظمة العربية، وعلماء السوء أن تحقق نجاحاً محدوداً في هذا الاتجاه لما تمتلك من مكنة إعلامية قوية وواسعة الانتشار والتغطية.. وقد وصلت إلى مبتغاها فالحروب الأهلية في كل البلاد العربية دون استثناء، والتخريب والتدمير لكل ما تحقق خلال نصف القرن الماضي، والتمزيق جار على قدمٍ وساق في السودان، وفي لبنان، وفي الصومال.. وفي ليبيا.. إلا أن المسلسل توقف بفضل صمود سوريا أمام المشروع.. لكن المشروع «تدمير المسلمين بأيديهم» قائم، ومستمر ..مالم نصح. رابط المقال على الفيس بوك