لا تعتقدوا أني ضد الثورات،والتحولات، والتغيير في بلاد العرب والمسلمين...فالنظام العربي الإسلامي أصبح غير قابل للبقاء نتيجة لما وصل إليه من فشل وعجز فاضح في تحقيق أحلام الشعوب، وإشباع حاجياتهم، وصارت الشعوب العربية الإسلامية تعاني من الفقر،والبطالة، والفساد وغياب العدالة والمساواة وضاعت حقوق المواطنة إلى الحد أن الخروج على الأنظمة والثورة عليها صار ضرورة لإحداث الإصلاحات والتغييرات، وإعادة بناء الدول القطرية على أسس عادلة،على طريق بناء النظام العربي الإسلامي الذي يكون في خدمة الشعب العربي الإسلامي وليس العكس بكون الشعب العربي الإسلامي في خدمة النظام. وتعالوا معي نطرح السؤال التالي أو الأسئلة التالية: 1 - ما هي هوية، وبرامج،وأهداف هذه الثورات؟! 2 - من يقف ويدعم،ويمول، ويصرف على هذه الثورات؟! كل ما رفع من قبل الثورات هي شعارات تكاد تكون واحدة أو متشابهة مثل-« الشعب يريد إسقاط النظام»-« الشعب يريد تغيير النظام» طيب من يقود هذه الثورات؟! لقد كانت ثورات شبابية بريئة تطالب بالإصلاحات وتطالب بالعمل والتغيير،والمساواة ..مطالب جيدة وتعبر عن مطالب كل الشعوب .لكن الشباب الذين تحركوا ضد الأنظمة العربية اكتسحتهم الأحزاب بدفع كوادرها وقواعدها إلى جانب الشباب الأبرياء كي يستحوذوا على ثوراتهم بعد أن مكثوا رعايا للأنظمة العربية ووجها آخر للأنظمة تحت اسم المعارضة طيلة أعمار الأنظمة العربية حفاظاً على مصالحهم،وجبناً. المشكلة أن الثورات هذه وقفت تدعمها وتناصرها الإمبريالية الغربية والصهيونية وأدت إلى تدخل القوى العالمية الإمبريالية في شئون الوطن العربي الإسلامي وإثارة الفتن والحروب الداخلية، وتخريب وتدمير كل ما كان قد أنجز لإفساح المجال لشركاتهم العاطلة للعودة إلى بلاد العرب والمسلمين تحت ما يسمى بإعادة الإعمار على غرار إعمار العراق والصومال..أو كما حصل في ليبيا حين دمرها حلف الأطلسي وحولها لأكثر من إقليم كلها متناحرة أو على غرار ثورة جنوب السودان التي أدت إلى تدخل الأجنبي ليفصل الجنوب عن بقية السودان وعلى غرار ما يجري في سوريا.. فأي ثورات هذه التي تدعمها أمريكا والصهيونية لإشعال الحروب الأهلية والتمزق لصالح الصهاينة؟.