كل المشاكل، والأزمات بالإمكان أن تحل بالحوار.. بالتفاوض السلمي وليس بالحرب.. سواء الحرب الاقتصادية أو السياسية أو الإعلامية أو النفسية أو بالسلاح أو بها جمعياً.. لأن الحرب ليست سوى أسلوب العاجزين عقلياً وفكرياً ولا تشير وتعكس سوى إلى الطبيعة العدوانية لكل من يلجأ إليها ،بل والطبيعة الإجرامية لمن يصر على القوة والحرب لحل المنازعات والمشاكل والأزمات الدولية سواء داخل القطر الواحد، أو بين بلدين جارين أو بين عدة بلدان .. فكما قلت إذا لم تكن الطبيعة العدوانية الإجرامية وراء التدخلات العسكرية في أي بلد، فإن من يلجأ لها كطريقة وأسلوب يعتبر عاجزاً عقلياً وفكرياً ومعوقاً ذهنياً. الميثاق الدولي لهيئة الأممالمتحدة والقوانين الدولية كلها تقول إن من مهام الهيئة الدولية، ومجلس أمنها وهيئاتها ووكالاتها ولجانها ومحاكمها العمل بتوحد، وتضافر للجهود لفض المنازعات الدولية بالجوار، والتفاوض السلمي وذلك وصولاً إلى إقرار وضمان تحقيق الأمن والسلام الدوليين، أما في حالة اقتضاء تدخلها في بلد معين، ومحدد بسبب أزمات، ومشاكل داخلية، ونشوء فتن داخلية وحروب أهلية.. فإن ذلك يتم من خلال إجماع دولي، وفي حدود عدم المساس باستقلال وسيادة الدولة، أو اتخاذ إجراءات تضر بالمواطنين كالإجراءات العقابية الاقتصادية والدوائية والحصار للدولة.. لأن المساس بغذاء الشعب ودوائه هو جريمة بحد ذاته، فإذا افترضنا أن النظام يرتكب جرائم بحق شعبه.. فكيف نعالج ذلك بقرار دولي يفرض الحصار على البلد من الغذاء، والدواء، والكساء، والمحروقات وغيرها، أي معالجة جريمة بجريمة أفظع، وأبشع تحت مبرر محاصرة النظام، بينما مثل هذه العقوبات تعاقب الشعب، فإذا بالشعب يعاني من جرائم النظام، ومن جرائم قرارات المجتمع الدولي بالعقوبات.. طبعاً مثل هذه القرارات تفرضها على المجتمع الدولي القوى المتنفذة بالعالم، لأغراض وأهداف غير إنسانية وإنما تلبية لأهدافها وأطماعها الاستعمارية الإمبريالية الرأسمالية المتوحشة التي ترغب في التهام العالم. وعليه فإن سعي الإدارة الأمريكية إلى التدخل في كثير من بلدان العالم خلال العقدين الماضيين ليس سوى تلبية لأطماعها الاستعمارية المستبدة الإمبريالية المتوحشة.. وقد كثرت تدخلاتها العدوانية مثل العدوان على بثها واعتقال رئيسها.. العدوان على يوغسلافيا وتمزيقها، وقبلها على الصومال، وكذا السودان، وليبيا العدوان الأول، وأخيراً أفغانستان والعراق وليبيا العدوان الثاني، وتريد الآن بتنفيذ عدوان على سورية رغم أن المجتمع الدولي متفق على الذهاب إلى مؤتمر جنيف اثنين، ومع أن الحلول السياسية السلمية ممكنة، لكن الإدارة الأمريكية لا تريد السلام، بل تريد هدم وتدمير الدولة والوحدة السورية، فلما لم تستطع الجماعات المسلحة.. أرادت أن تقوم بالمهمة بنفسها بالحرب ضد سورية، مع أن العالم كله ضد ذلك حتى الشعب الأمريكي نفسه. رابط المقال على الفيس بوك