الغرب الأوروبي والأمريكي.. نظم تتغنى وتُفاخر بالديمقراطية مع أنها ديمقراطية زائفة وكاذبة كونها ليست ديمقراطية الشعوب بقدر ماهي ديمقراطية الاحتكارات الرأسمالية الكبرى التي تتحكم وتمسك بيديها على كل شيء في الغرب، ولا تسمح بالديمقراطية إلا في حدود مصالحها، وبقاء النظم السياسية في قبضتيها. هذه النظم الديمقراطية والوصية على حقوق الإنسان هل تسمح بقيام تمردات مسلحة في بلدانها ضد الأنظمة دون أن تقاومها بل دون ان تسحقها ؟! لا أعتقد أنها سوف تسمح بذلك وتعد مثل هذه الأعمال أعمالاً إرهابية لا يجوز السماح بها، وتوجب اجتثاثها، واستئصال أصحابها بالعنف والقوة المفرطة، والأساليب والأسلحة المحرمة.. دون أن تحرك حقوق الإنسان في هذه البلدان الغربية ساكناً. هذه البلدان الغربية تسمح، بل تعد، وتدعم مجاميع مسلحة وتدربها، وتحشد لها الدعاية ، والإعلام، والدعم السياسي في البلدان المناوئة لسياستهم الاستعمارية الابتزازية، لتقوض الأنظمة القومية والوطنية المقاومة والممانعة للابتزاز الرأسمالي، كما تفعل في عدد من البلاد العربية.. حيث تعتبر ان مقاومة وضرب هذه الأنظمة العربية لجماعات مسلحة تمردت وقامت وتقوم بالقتل والإرهاب ونشر الذعر وتقويض الأمن العام، وتشن حرباً شاملة على النظم والشعوب.. نعم تعتبر مثل هذا في البلاد العربية حقاً من حقوق الإنسان، ومقاومة الأنظمة له انتهاكاً لحقوق الإنسان، وتحرض العالم ضد هذا النظام أو ذاك وتطالب المجتمع الدولي، بل تقرر عنه بمعاقبة الأنظمة بل والعدوان عليها عسكرياً باسم الحرية والديمقراطية.. لأنها تعتبر التمردات المسلحة في هذه البلدان حقوقاً يجب ان تُصان، بينما تعتبرها في بلدانها إرهاباً يجب سحقه وببشاعة وعنف. ان الغرب لا يسمح حتى بمظاهرة سلمية تهدد الاحتكارات الرأسمالية وتطالب بالتحرر من الاحتكار والاستغلال، وتركيز السلطة والمال بأيدي الشركات الرأسمالية العائلية الصهيونية، وتعتبر ذلك إرهاباً.. بينما تعتبر التمردات والتخريب المسلح والمدمر للأنظمة في بلدان العالم حقوق إنسانية يجب أن تنتصر لها.. أليس هذا عجيباً ؟