كل من يقرأ التاريخ، ويتابع، أو تابع الاستعمار القديم الذي كان يقوم على الاستيطان ، والإبادة الجماعية.. كما حدث في أميركا الشمالية، وأستراليا، وفي جنوب افريقيا، وفي أميركا الجنوبية سيجد مدى ما فعله الاستعمار الأوروبي في هذه الأراضي الجديد من إبادة جماعية للسكان الأصليين، وبطرق بشعة.. من خلال ارتكاب مجازر القتل، والإبادة ..ولم يسلم من هؤلاء السكان سوى العدد اليسير ممن ذهبوا، ولجأوا إلى المناطق النائية الوعرة والجبلية خوفاً من أن تطالهم مجازر الأوروبيين المستوطنين غير الشرعيين في هذه الأراضي، الأمريكيتين واستراليا وجنوب أفريقيا، وفي فيتنام وفي كثير من بلدان العالم. اليوم صارت هناك أساليب “شيطانية” ابتدعها الغرب الرأسمالي وحلفاؤه ومن يدور في فلكهم.. ألا وهي “العقوبات” ضد الأنظمة والشعوب التي ترفض سياساتهم، ولا تقبل بمشاريعهم الاستعمارية وأول هذه العقوبات «تجميد أرصدة الشعوب في بنوكهم» ثم «فرض عقوبات غذائية» ثم «فرض عقوبات طبية، وصحية» والمشكلة أن كل ذلك يتخذ تحت يافطات تحمل تعابير نبيلة، مثل «الديمقراطية والحرية» وتحت عباءة مكافحة الاستبداد والشمولية للأنظمة التي لا تتفق وسياساتهم.. ولا أدري من منحهم الوصاية على الشعوب.. وإذا كانت وصية على الشعوب فلماذا تحاصر الشعوب وتقطع عنهم الغذاء، والدواء، والكساء، والألبان للضغط عليهم للانقلاب على حكوماتهم، أو الموت جوعاً ومرضاً وسوء تغذية...هل هذه هي الديمقراطية، والحرية الغربية...نعم إنها الديمقراطية، والحرية الغربية «القاتلة” و«المبيدة للشعوب جماعياً». إن الغرب الإمبريالي...يحاصر الشعوب ، ويمنع عنهم الغذاء والدواء ووسائل التنمية ثم يطالب بممرات أمنه للوصول بالغذاء، والدواء إلى الشعوب التي تعاني.. ولا ندري كيف يحاصر الشعوب ثم يطالب بممرات آمنة لإيصال الغذاء إليهم!! مع أن هذه العقوبات لا تقرها شرائع السماء، ولا شرائع وقوانين الأر ض الإنسانية. الغرب الرأسمالي الاستبدادي الاستعماري القديم، هو نفسه لم يتغير.. فقد مارس الإبادة للشعوب جماعياً مباشرة بالقتل بالسلاح وهو يمارس نفس السياسة ضد الشعوب اليوم.. لكن بوسائل مبتكرة وجديدة هي سياسة العقوبات والحصار والتجويع حتى الموت للشعوب كي يركعها، ويخضعها لإرادته، وتقبل بمشاريعه الاستعمارية الصهيونية ولذا لابد أن يستيقظ العالم، ويجب على القوى الأخرى، وخاصة دول “بريكس” أن تواجه القوى الغربية الغاشمة، وسياساتها الاستعمارية وإعادة التوازن للعالم. رابط المقال على الفيس بوك