مهما قيل، وسيقال عن (حركة حماس) فإن الحصار لقطاع غزّة ظالمٌ وحرامٌ في شرائع السماء وشرائع الأرض، حتى في حالة جواز العقوبات الدولية ب(الحصار) ضد أي نظام لا يجوز أن يطال أو يمس الحصار أو العقوبات المواطن في «غذائه ودوائه وملبسه وكذا مائه وإنارته»، وجميع الخدمات.. فإذا ما استحق أي نظام العقاب فلا يتجاوز العقاب ما يخص النظام فقط، ولا يمسّ الشعب. أما غزّة فقد طال الحصار فيها على الشعب الفلسطيني دون تفريق أو تمييز بين الطفل والمريض والمتعافي والشيخ والمرأة والطالب والمواطن العادي.. إن حصار غزة طال كل أبناء الشعب، غذاءً ودواءً وكساءً وإنارة وماءً وخدمات إلخ... شعب غزة يموت ببطء تحت الحصار، وتحت قصف الآلة العسكرية الصهيونية التي ترتكب المجازر بين المدنيين في غزة يومياً.. الوضع الذي يعيشه مواطنو غزة عارٌ وإكليلٌ من الخزي على رأس المجتمع الدولي، وقبله إكليلٌ من العار والخزي على رأس النظام العربي المجاور وغير المجاور لقطاع غزة... الجنائز تحمل الأطفال والشيوخ يومياً إلى المدافن جرّاء الحصار والإبادة الصهيونية، دون أن تُستثار نخوة ولا شيمة إنسانية أو إسلامية أو عربية، أو حتى فلسطينية... فأي نظام عربي نعيشه؟! وأي نظام دولي جديد نتشدق به؟! جميعهم جبناء إلا شعب غزة وحده هو البطل، لأنه يواجه الموت يومياً ومع ذلك لايزال واقفاً يقاوم!! إننا نقبل أن يُحاصر شعب غزة الفلسطيني من قبل العصابات الصهيونية والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي (النظام الأوروبي)، فكلهم أعداؤنا، قاتلهم الله... لكن أن تُحاصر غزّة من قبل النظام العربي والإسلامي فهذه هي المأساة، وهذا هو القهر والألم الحقيقي الذي يلعقه كل عربي ومسلم وإنسان حرّ في عالمنا المعاصر أو (المعصور) بالقهر والظلم والإرهاب الرسمي الذي تمارسه الصهيونية والإدارة الأمريكية والنظام الأوروبي، ويجاريهم فيه النظام العربي. في الأخير... ليكن الحصار الذي تريده الصهيونية والنظام الطاغوتي العالمي، لكن ليُفتَح معبر (رفح) أمام المواد الغذائية والأدوية، وإسعاف المرضى، ودخول الأجهزة والمواد الطبية... وهو ما نناشد به الشقيقة الكبرى مصر العربية، ورئيسها السيد محمد حسني مبارك، وأربأ بمصر وقائدها أن يقبلا بأن يموت الشعب الفلسطيني في غزة، وبأيديهم إنقاذه، والاحتفاظ له بالحياة.