عندما تستلهم الشعوب حضارتها وعراقة مجدها, وعندما تستفيد الشعوب من دروس الماضي, وعندما ترتقي الشعوب إلى مستوى الوعي الحضاري والانساني تستقيم فيها الحياة وتسهم في بناء وإعمار الأرض, وتنشر السلام والمحبة والوئام, وتقاوم العدوان والإرهاب, وتجابه دعاة الفتن وتجار الحروب وأصحاب النزعات المناطقية والقبلية والقروية, ويصبح الشعب بكل قواه الاجتماعية من القبيلة إلى الدولة يداً واحدة ضد الشر والعدوان والنزعات الانتقامية والحقد الدفين وأصحاب الأوهام والمشاريع التقزيمية, نعم عندما يصبح الشعب على قدرٍ عالٍ من الوعي المعرفي يرفض الشللية والعصبية الجاهلية وينحاز إلى الدولة ويضرب أروع الأمثلة في مساندة الشرعية الدولية والدفاع عن الوحدة الوطنية, ذلك ماشهده اليمن خلال الأزمة السياسية الراهنة, حيث أدرك الشعب حجم المؤامرة على الوطن فهب للدفاع عن شرعيته الدستورية. إن الأحداث التي شهدتها اليمن ذكرتنا بأحداث كثيرة حدثت في الماضي في فترات كان الجهل يخيم على البلاد والعباد, وذكرتنا بالأطماع الفردية والسلالية, وشكلت تلك الأحداث مدرسة للشعب استطاع من خلالها أن يقول: لا للشر والعدوان ولا لنهب الممتلكات العامة والخاصة ولا للتخريب والإرهاب, ولا لدعاة الفتن وصنّاع الأزمات ونعم وألف نعم للأمن والاستقرار. وبذلك ضرب الشعب أروع الأمثلة الوطنية والانسانية في التحامه مع المؤسسة الوطنية الكبرى، القوات المسلحة والأمن من أجل حماية وصيانة الوحدة الوطنية وفرض هيبة الدولة, ورد كيد الحاقدين على اليمن وأمنه واستقراره ووحدته والعمل على القضاء الكامل على الفتنة بإذن الله.