يبدو أن عناصر الشر والحقد والكراهية لم تعد قادرة على العيش في الحياة الآمنة المستقرة، وأن البيئة المناسبة لتلك العناصر هي بيئة الفجور والتدمير، لأن الشر والحقد والكراهية لم يكن عرضياً، بل متأصل في نفسيات تلك العناصر، ولذلك فإن الحياة الآمنة والمستقرة تبعث فيهم الخوف والقلق جراء الممارسات غير السوية التي تمارسها عناصر الشر والحقد والكراهية، ولكي يزول ذلك الخوف والرعب من الأمن والاستقرار يصنعون الأزمات ويتفتعلون الحروب ويخلقون المشكلات ويعيثون في الأرض فساداً من أجل إقلاق السكينة العامة، وخلق الفوضى وإشاعة الرعب. إن عناصر الشر والحقد والكراهية إذا لم تجد ردعاً قوياً من الدولة تزداد شراسة فتحرق الأخضر واليابس لإشباع رغباتها الحاقدة والكارهة للحياة ولذلك ينبغي على الدولة أن تقوم بمهمة حماية الناس ومنع اعتداءات تلك العناصر وقمع فسادها وفرض هيبة الدولة وصون الأمن والاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية وعدم التهاون في هذا المجال، لأن من أقدس واجبات الدولة حماية الناس وتأمين حياتهم والضرب بيد من حديد ضد كل من يتعدى على سيادة الدولة أو يقلق الأمن . إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الحياة السياسية قد مكنت عناصر الشر والحقد والكراهية من ممارسة القتل والعدوان، وبات على الدولة الضرب بيد من حديد لفرض هيبتها وحماية أمنها واستقرارها وصون السكينة العامة، على الدولة أن تطبق الدستور والقانون بصرامة في حق الخارجين الذين يمارسون الإرهاب وقطع الطرقات والاعتداء على وحدات الجيش وإقلاق السكينة العامة. إن أحداث الإرهاب التي تشهدها الساحة اليوم هي فساد في الأرض وعدوان على الحياة وتدمير لخيرات البلاد وقتل للأبرياء ولذلك ينبغي على الشعب كافة أن يقف إلى جانب القوات المسلحة والأمن البواسل لمنع العدوان والإرهاب ووضع حد لهذا العبث الشيطاني وحماية السلم الاجتماعي،لأن مواجهة الشر تحتاج إلى الاعتصام بحبل الله حقناً للدماء ومنعاً للفساد في الأرض لأن اعتصام الناس كافة بحبل الله والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الشر والعدوان هو السبيل الذي يخلص المجتمع من عناصر الشر والحقد والكراهية بإذن الله.