يبدو بأن الأمور داخل مدينة تعز استفحلت إلى حد لا يطاق.. حيث لم يعد الحديث في هذه الفترة سوى عن أحداث حصلت هنا أو هناك ناهيك عن انتشار المظاهر المسلحة والتي أخذت لها أماكن وزوايا سواءً من قبل المسلحين أم العسكر. بقدر ما ضاعفت هذه المسألة من توتر الأوضاع بشكل أكبر وكأننا خارجون عن نطاق هذا الكون لا نعرف سوى التمنطق بالسلاح وهذا ما يعطي صورة سيئة لما نحن عليه اليوم من ظروف وأحوال لا نعلم أبعادها الحقيقية وإلى أين ستؤدي بنا هل إلى بر الأمان أم إلى المجهول ؟! بينما كان المفترض أن يحدث عكس ذلك لما نحن نريد ونحلم بمجتمع متمدن ومتحضر أسوة بالآخرين الذين سبقونا بآلاف السنين في شتى جوانب الحياة الإنسانية وبالتالي كان لابد لنا أن نحذو حذو هذه المجتمعات الإنسانية ونستفيد من تجاربهم وعلومهم ولو بجزء يسير منها لكن للأسف لم نأخذ من تجارب الآخرين شيئاً سوى الكلام والحديث في نقاشاتنا ومجادلاتنا وباعتقادي هذا ماينطبق على الواقع العربي بشكل عام لكن نحن ربما بصورة أكبر لأننا مازلنا حتى الآن لم نتعاط مع أمورنا من منطلق المصلحة العامة والحفاظ على هذا الوطن الذي أضحى مثخناً بالآلام والجراح جراء ما يعانيه من أوضاع مؤلمة ومقلقة للغاية، ولذلك اعتقد بأن أموراً كهذه سولت للكثيرين بأن يتعاملوا بصورة أخرى. وخاصة من حيث ما تقع عليهم من مسئوليات تجاه هذه المدينة التي أضحت تعاني الأمرين...أكان من حيث تكدس أكوام القمامة على مستوى شوارعها الرئيسية أو الفرعية منها، أم من ناحية تناثر الأكياس البلاستيكية في كل حارة ومنطقة خلافاً عن طفح البيارات إلى الشوارع.. دون أن تكون هناك جهة معنية بذلك..وتضطلع بدورها إزاء هذا الوضع المزري، والذي أعطى صورة مشوهة عن هذه المدينة...وكأنها مقلب قمامة وليست مدينة أهلها مثقفون ومدنيون ومتحضرون ويعود ذلك لمن يعنيهم الأمر فيها بالوقت الذي كان ينبغي من أولئك المسئولين سواء في مشروع النظافة أو المجالس المحلية أو الجهات ذات العلاقة فضلاً عن قيادة محافظة تعز أن يقوموا جميعاً بدورهم وإلى جانبهم كل الفئات الاجتماعية بأن يعملوا على رفع هذه المخلفات من خلال ما يسمى بالمبادرات الشعبية وهذا ما يُعمل به في كل دول العالم.. الأمر الذي يستوجب من مسئولي هذه المحافظة أن يعملوا على حث الناس للقيام بمثل هذه المبادرات من أجل نظافة مدينتهم وخلوها من تلك القمائم التي أضحت متراكمة على نطاق شوارعها وأزقتها وحاراتها ومناطقها بشكل عام.. وباعتقادي بأن عملاً كهذا سيكون مثالاً للآخرين وربما تأخذ به بقية محافظات الجمهورية الأخرى.