تتواصل مواقف شعبنا اليمني بكل فئاته وشرائحه وتكويناته السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني في المحافظات وعلى امتداد مساحة اليمن المنددة والمستنكرة للجريمة الشنيعة التي استهدفت رئيس الجمهورية وكبار مسئولي الدولة والحكومة أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة قبل الماضية في جامع النهدين .حيث أكد الجميع أن هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت في يوم جمعة وأثناء تأدية الصلاة وفي بيت من بيوت الله وفي يوم هو الأول من شهر رجب الحرام بدلالاته الدينية والتاريخية، تتنافى مع كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية وتعاليم ومبادىء ديننا الإسلامي الحنيف، ومع عادات وأعراف شعبنا والنصوص القانونية في حقوق الإنسان يدل دلالة واضحة على مدى الحقد الدفين الذي أعمى البصائر الزائغة التي تسعى للاستيلاء على السلطة حتى ولو على أنهار الدماء وركام الجماجم ودمار الوطن، كما يدل على أن من خطط ودبر لهذا العمل قد استهدف أمن البلاد بغية الوصول إلى زعزعة الأمن والاستقرار وجر البلاد إلى حرب أهلية قد أعاد لنا الذاكرة إلى أزمنة الاغتيالات والتصفيات ومراحلها السوداء وعواملها القاتمة، إلاّ أن إرادة الله فوتت على المتربصين والمتآمرين وتجار الحروب والأزمات كارثة حقيقية كانت ستحل باليمن, فخيب الله نواياهم السيئة، وأفشل مخططهم التآمري الإرهابي. و نحن نقول: وعلى الرغم من أن هذه الجريمة الجبانة قد استفزت وجدان ومشاعر الشعب اليمني وقيمه وأخلاقياته فإنها في نفس الوقت أظهرت مكانة هذا الزعيم القائد الوحدوي لدى أبناء شعبه وأمته وما يمثله من مكانة وحضور على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية حيث أنه وبمجرد أن اطمأن الجميع على سلامة فخامته وأن الله قد حفظه وحماه من غدر الغادرين وكيد الكائدين ومكر الماكرين، عادت الطمأنينة إلى النفوس والبهجة إلى القلوب، وعلت الفرحة كل الوجوه الأربعاء المنصرم وخرجت المسيرات الجماهيرية وأُطلقت الأعيرة النارية والأهازيج والزغاريد بل أن الساحات المتاخمة للمستشفى العسكري السعودي حيت يتواجد فخامة الرئيس اكتظت بجموع اليمنيين القادمين من أنحاء متفرقة من أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة حاملين معهم صور فخامة الرئيس وعبارات الفرح والسرور لنجاته ونجاح العملية الجراحية التي أجريت له. تلك الاحتفالات والابتهاجات التي جاءت عفوية وبدون استعداد مسبق وبعيداً عن أي تأثيرات مادية أو حزبية أو قبلية بعثت رسالة واضحة مفادها أن الشعب لن يفرط بقائده وزعيمه فخامة الرئيس وأنه قد اختار وبإجماع غير مسبوق وارتضى الشرعية الدستورية واختار الأمن والاستقرار، وأنه مستعد للتضحية في سبيل ذلك مهما كلفه من ثمن. وهي أيضاً دعوة للجميع إلى تحمل مسؤولياتهم في هذه اللحظة التاريخية واستشعار المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه أمن واستقرار اليمن والمكاسب الوطنية التي تحققت للوطن بالوقوف ضد هذه العناصر الإرهابية والإجرامية الجبانة التي تستهدف المساجد ويسعون في خرابها وقتل النفس المحرمة وإراقة الدماء وإيقاظ الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وبالتأكيد أن يد العدالة ستطال من ارتكبوا ذلك الفعل الغادر ولن يفلتوا من العقاب فالجزاء سيكون من جنس العمل. سائلين الله العلي القدير أن يرحم الشهداء والشفاء العاجل لفخامة رئيس الجمهورية ولكافة المصابين في هذا الحادث الإجرامي والعودة بسلامة الله ورعايته إلى أرض الوطن بين أهله وشعبه.. فالشعب اليمني يترقب عودته ليواصل مسيرة الأمن والأمان, والخروج بالوطن منتصراً على كل التحديات والمخاطر التي يواجهها، ليصل بسفينته إلى بر الأمان والسلامة. [email protected]