قوبل الاعتداء الغادر والجبان الذي استهدف مسجد النهدين بدار الرئاسة، خلال تأدية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وكبار مسؤولي الدولة صلاة الجمعة، باستنكار وإدانة كافة شرائح المجتمع اليمني- علماء وفعاليات سياسية وحزبية ومنظمات مدنية ونقابات واتحادات وهيئات شعبية وجماهيرية ومواطنين رجالاً ونساءً وشباباً- حيث أكد الجميع أن هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت في يوم جمعة وأثناء تأدية الصلاة وفي بيت من بيوت الله وفي يوم هو الأول من شهر رجب الحرام بدلالاته الدينية والتاريخية، لايمكن أن تصدر عن أناس يتمتعون بأي قدر من القيم الدينية والوطنية، أو يمتلكون أي مقدار من الأخلاق والمعاني الإنسانية، أو يحملون أي صفة من الصفات الدينية، بل أنّ من أقدم على ذلك الفعل الإجرامي الهمجي مجرد من أي ضمير. وعلى الرغم من بشاعة هذا الفعل الآثم والخبيث فإنه كشف عن المعدن الأصيل لأبناء الشعب اليمني، وما يكنونه من حبّ وودّ ووفاء لقائد مسيرتهم وباني نهضة وطنهم ومحقق الكثير من طموحاتهم وتطلعاتهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية. حيث أنه وبمجرد أن اطمأن الجميع على سلامة فخامته وأن الله قد حفظه وحماه من غدر الغادرين وكيد الكائدين ومكر الماكرين وخيانة الخائنين وتربص المتربصين وحقد الحاقدين، عادت الطمأنينة إلى النفوس والبهجة إلى القلوب، وعلت الفرحة كل الوجوه التي كادت أن تغرق في لجج من الكآبة والعبوس. بل أن الكثير من المناطق اليمنية شهدت مهرجانات شعبية عفوية تخللتها الألعاب النارية والأهازيج والزوامل المعبرة عن ابتهاج أبناء هذه المناطق بسلامة رئيس الجمهورية، وامتنانهم للخالق الذي حفظ فخامته مما أراده أعداء السلام والاستقرار، وأعداء التنمية والبناء، وأعداء الحياة الذين أرادوا من خلال ذلك الفعل الدنيء اغتيال هذا الوطن وتدميره وتحويله إلى حطامِ وخرائب يسهل عليهم العبث بها كيفما شاءوا. لقد بات من الواضح لأبناء شعبنا أن من خططوا ونفذوا ذلك العمل الإجرامي لم يكونوا فقط يستهدفون الأمن والاستقرار والسكينة العامة والسلم الاجتماعي، بل أنهم أرادوا من خلال ذلك الاعتداء الغادر والجبان تقويض أركان الدولة، وإسقاط كل مؤسسات البلاد الدستورية والشرعية، وتنصيب أنفسهم حكاماً بدلاً عن تلك المؤسسات، دون وعي أو إدراك أن ذلك الانقلاب كان كافياً لإدخال البلاد في حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس، وتحيل هذه البلاد إلى ما هو أشبه بمقبرة جماعية، تنوء بالمآسي والآلام والحرائق والكوارث، وبالتالي فإن ما ينتظره الجميع في هذا الوطن هو الإسراع في ملاحقة الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، لينالوا جزاءهم وفق الشرع والقانون، وليتأكد كل مجرم مقامر ومغامر أن لكل جريمة عقاباً، وأن كُلَّ من تسول له نفسه الإقدام على أي فعل إجرامي لن يفلت من العقاب، وسيقع حتماً في شر حبائله، طال الزمن أو قصر (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) صدق الله العظيم.