هكذا بدا المشهد واضحاً وجلياً للجميع .. بعد أن اثبتت المعارضة فشلها الذريع في تبني مشروعها التنموي المزعوم وسعيها الدؤوب في احداث الفوضى وزعزعة الأمن وإقلاق المواطنين، وفي ظل الظروف المأساوية التي افرزتها هذه الفئة الضالة إلا أن هناك شخصيات بارزة من أبناء الشعب وقفت موقفاً مشرفاً ضد كل هذه الأعمال التخريبية، وأصبح الجميع في هذا الوطن الواحد يدركون ان المعارضة بدأت من الانتقال من النقطة (أ) لإغراء الشعب ظاهرياً بالإصلاحات المنشودة إلى النقطة (ب) وهي الحقيقة المؤكدة لنواياهم الخبيثة والسيئة. فمجتمعنا اليمني العظيم بدأ يلمح الإصلاحات من الشرفاء وحرصهم على حماية المنشآت والممتلكات العامة، والعمل بصفة دائمة إلى تطوير الإنسان كإنسان. وأريد في هذه العجالة التعريج على موضوع إصلاحي فيما يخص حقوق السجناء في بلادنا رداً على المزايدات والمكايدات التي تناولتها شخصيات مأجورة في بعض القنوات الرمادية والصحف الصفراء على حساب الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان في حقوق السجناء وحتى وقت قريب كان كثير من المثقفين يطلقون على السجن هذا الاسم رغم ان الحقيقة تتنافى مع ذلك تماماً والصحيح أنها اصلاحيات وليست سجوناً لأن السجن يعمل على إعاقة السجين ذهنياً وجسدياً فيصبح هذا السجين جماداً في هيئة إنسان. والواقع يحكي عكس ذلك تماماً، (فالإصلاحيات) تومئ من معناها الظاهر كيف تجعل من السجين إنساناً صالحاً وتصلح له مواضع جمة أكثرها تتركز في عقليته وما ينعكس إيجاباً على تصرفاته وسلوكياته، فالإصلاحات هدفها إعادة تهذيب سلوكيات السجين ومعالجتها للأفضل وتسخيرها إيجاباً في إكمال مشوار حياته بسجية الإنسان الأمر الذي يؤدي إلى حدوث معضلات شتى من ابرزها حالات الانتحار من قبل السجناء داخل السجون كبتر الأصابع بآلات حادة وما يرافقه من نزيف يودي بحياة السجين، وهذا فعلاً ما كان موجوداً في السجن المركزي في محافظة إب في الفترة السابقة، أما الآن وفي وقتنا الحاضر ولله الحمد فقد تم معالجة كثير من هذه القضايا في السجن المركزي في محافظة إب حيث عمد مدير السجن المركزي العقيد الركن علي صالح الغني،ونائبه الركن عادل الباهلي إلى احداث تحولات جذرية وتطورات إيجابية في السجن المركزي مقارنة بالأوضاع السابقة الأمر الذي أدى إلى التقليل من حالات الانتحار للسجناء داخل السجن واجتثاث هذه المعضلة من جذورها فلم نعد نسمع بأي حالة انتحار لأي سجين داخل السجن المركزي في محافظة إب وهذا ان دل على شيء فإنه يدل على الحنكة والحس الأمني والتصرف مع السجناء بإنسانية من قبل مدير السجن ونائبه وكذا الأفراد الذين يعملون في هذا السجن. فكم أتمنى من كل الإصلاحيات الموجودة في المحافظات ان تتخذ من تلك الخطوات الإيجابية المعمول بها في السجن المركزي في محافظة إب نموذجاً لها، من أجل التعامل مع السجناء بإنسانية ورفق ولين وإيجاد مناخ من الطمأنينة للسجناء وتمتعهم بحقوقهم الكاملة كبشر، ابتداءً من غرس مفهوم التوعية في عقولهم وتغيير كل القناعات السلبية الكامنة في أعماقهم وتحويلها إلى نقاط قوة من شأنها تحقيق حياة كريمة لهم في المستقبل الآتي المسربل بالسلام والأمن واحترام الناس وبث روح التعاون والتسامح ونبذ النزاعات والاختلافات قدر المستطاع.. وفي الأخير أود ان انوه إلى ان السجون (الإصلاحيات بمفهومها الصحيح) صارت تمثل صروحاً ثقافية شامخة لا سيما بعد اتباعها برامج توعوية وارشادية علمية مبنية على أسس ونظريات علمية مثل إدخال الحواسيب إلى السجون لنيل المسجونين حقوقهم من التعليم والتعامل مع متغيرات العصر في ظل تكنولوجيا تعصف ولا ترحم وشاشات عرض لإبراز أصناف الجرائم واشرطة كاسيت لدعاة وعلماء معتدلين يخاطبون من خلالها الجانب الروحاني للسجناء وغيرها من الوسائل التوعوية الأخرى التي تعمل على تبييض وإزالة الدرن المتراكم الذي كان قد ألصقته الحياة السيئة في قلوب بعض السجناء فهنيئاً لمدير السجن المركزي في محافظة إب ونائبه مثل هكذا أفكار وخطط وتعامل جميل يضمن من خلاله للإنسان إنسانيته حتى ولو كان قابعاً وراء قضبان الخطيئة.