قال الصديق إن ماحدث في اليمن زلزال يمكن أن نجعله إيجابياً إن نحن حولناه إلى طاقة خلاقة.. إن هذه الهزة العنيفة هي بداية نهضة حقيقية، فقد نسفت كل الأبنية التي لم تتأسس على كيانات راسخة عميقة وصلبة.. لقد دمرت أمريكااليابان حين ضربتها بالقنبلة الذرية، وظن العالم بأنه لايمكن لليابان أن تعيش بعد (هيروشيما) و(نجازاكي)، غير أن عنف الهزة التي أحدثها زلزال القنبلة الذرية أيقظ الشعب الياباني وكانت الساعات الأولى في إيقاظ (التنين الأصفر) من رمسه.. واليوم حدّث عن اليابان ولاتبالي!! ماحدث في اليمن يوقظنا جميعاً لنبحث عن أشياء افتقدناها في مرحلة (التجريب) الأولى ولم نلق لها بالاً.. ونتخلص من آليات بالية متخلفة.. قادتنا إلى مجاهل مخيفة، لابد أولاً أن نملك الشجاعة التي افتقدناها لنعالج الموقف العام , باعتبار النقد الذاتي هو الوحيد الذي يشخص الأمراض الاجتماعية.. وليس من العيب أن يصارح المريض طبيبه بما يعانيه لأن هذه الصراحة سوف تساعد الطبيب على تحديد العلاج قبل أن تتحول الملاريا إلى سرطان. افتقدنا أن نصارح أنفسنا أن الحزبية قد تحولت عن مسارها الصحيح، فأصبحت من أدوات استغلال الجماهير لصالح قيادات همها جمع المال لبناء القصور والترفيه عن أسرها وأقاربها.. افتقدنا القانون الذي تعاملنا معه كما تعامل الجاهليون مع آلهتهم التي كانوا يصنعونها من الحلوى والتمر، فإذا هم جاعوا أكلوها.. افتقدنا التخطيط للحاضر والمستقبل وتعاملنا مع معطيات الزمن تعاملاً متخلفاً وبعقلية تخطاها العصر بمراحل.. افتقدنا الشجاعة الأدبية ,فصمتنا أمام منطق أن الحمار أسرع من الثقافة والصاروخ واكتفينا بهز رؤوسنا علامة على الموافقة.. افتقدنا حقيقة واضحة مفادها أن بإمكاننا تجاوز القانون إذا لم يكن لصالحنا ظناً منا بأن الخراب والفوضى لن تطالنا.. ماحدث هو زلزال بحق، ولكن هل يكفي هذا الزلزال لإيقاظنا أم لازلنا نحتاج لأكثر من زلزال؟.. إن الأمم الحية هي التي تخرج من بين الانقاض لتصنع حياتها من جديد.