وصل اليمنيون إلى درجة أن يفعلوا مايشاؤون.. مخالفة قواعد السير ، اتخاذ الشوارع دكاكين ، إنشاء أحزاب ، فتح قنوات تلفزيون للتعبير بحرية ، محاسبة القيادات, إسقاط الرئيس ، التفكير بالفيدرالية ، الشعور بنشوة الإحساس بالذات ، الانتصار لكرامة امتهنها طغاة الأنانية والشللية، الشعور بضرورة تمثل أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر واستئناف السير على طريق التطبيق الحق والفعلي. في ألمانيا يجري الحوار بين أطراف يمنية بعلم الحكومة اليمنية وهذا يحدث لأول مرة وبالرغم من الاختلاف حول ( مصطلح ) ماحدث في بلادنا ، أهو انقلاب أو ثورة أو حركة تصحيحية أو.. أو .. فالذي لاشك فيه أن أقل مايقال في ماحدث أنه زلزال غير عادي لو نظرنا إليه بإيجابية - وليس في الزلازال إيجابية في الأمم المتخلفة - لغيرنا حياتنا بشكل كامل. في اليابان حدث زلزال القنبلة الذرية على هيروشيما وآخر زلزال طبيعي كان في فبراير العام الماضي أفاد اليابانيون من زلزال القنبلة وزلزال الطبيعة ومن ضمن ما أفاد فيه اليابانيون من خوارق الطبيعة هو أنهم يصممون بيوتهم على قواعد من ( الإسبرنج ) الذي يمتص الصدمات لتتحرك ناطحة السحاب يميناً وشمالاً فلا تقع. في اليمن هل يمكن أن نفيد مما حدث؟ هذا سؤال مطروح لنجيب عليه جميعاً فإذا كان ماحدث من اجل التغيير إلى الأفضل فلا بد أن يكون الأفضل هو الذي نسعى إليه جميعاً فلا يمكن أن نغير فاسدا بفاسد ولايمكن أن تظل حياتنا على هذا النحو من الفوضى التي عشناها جميعاً .. نريد أن نفيد من هذا الزلزال على النحو الآتي: الفصل بين الأشياء, بين القانون والمزاجية, بين القضاء واحتقار القضاء, بين الأمانة في توزيع المناصب وفق معاير محترمة وبين المحسوبية والشللية, بين الولاء للحزب والولاء لله عز وجل الذي يعلم ما في الصدور ومالك يوم الدين. المؤسسات بعد هذا الزلزال - وأعلم أن المسافة الزمنية قريبة - لازالت تعمل بنفس الوتيرة ونفس الآلية, وأعلم يقيناً أن أوراقا في أدراج القضاء الأعلى والعدل تطمع في نقل فاسد من مكان لآخر, وهنا أناشد باسم الناس جميعاً أن لايستجيب الإخوان الفضلاء لهذا النداء الشيطاني, وهناك مؤسسات أخرى كالأمن والنفط والكهرباء والتربية والتعليم وكل المؤسسات تقريباً ينبغي أن تكسر حصار الإرباك وتبدأ بالتغيير الإيجابي وعلينا أن ننبه إلى أن هناك دعوات تخريب، تطمع أن تستمر في الفوضى وعدم الفصل بين الأشياء. لا بد أن نشعر بالتغيير لابالتدمير، لابد أن نزيل الغشاوة عن عيوننا والحقد عن قلوبنا.