من المعلوم في الدين من الضرورة أن النصيحة واجبة شرعاً بين المسلمين وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة قالوا : لمن يارسول الله؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” رواه مسلم عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه، والنصيحة واجبة خصوصاً في هذه الأيام التي كثر فيها الجهل والضلال والتعالم وتسخير العلم الشرعي للمآرب الحزبية والسياسية ونشر الفتن بين المسلمين، فمن باب النصيحة الصادقة للمسلمين أتوجه بنصيحتي هذه لمن غره الشيطان في دينه ودنياه حتى أصبح الحق عنده باطلاً والباطل حقاً والسنة بدعة والبدعة سنة وصار أسيراً لشياطين الإنس والجن نصيحتي إليك أيها الشيخ الذي أفنيت عمرك في الأماني والأمنيات أن تصحو من أوهامك وأحلامك الوردية في نيل الملك والوصول إلى السلطة عبر الجماجم والدماء والأشلاء وتفريق صفوف أهل الإسلام إلى شيع وأحزاب ونشر الفتن بين المسلمين وذلك تحت مسميات وحجج واهية ظاهرها الرحمة والسداد وباطنها النقمة والفساد، فيها أيها الشيخ أسألك بالله: هل الجهاد في سبيل الله يكون بتقليد الكفار وإخراج المظاهرات وتنظيم الاعتصامات وسفك دماء المسلمين والخروج على ولي الأمر المسلم الذي يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ ثم أليس الجهاد في سبيل الله لا يكون إلى ضد الكفار من المشركين واليهود والنصارى والملحدين لإعلاء راية التوحيد، فكيف بك وأنت تفتي الأمة في الجهاد ضد المسلمين من أهل القبلة ! ومن علمك هذا لو كنت كما تدعي أنك من أهل العلم والعلماء والله تعالى يقول في كتابه الكريم “ ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً » الإسراء آية 36 ثم أليس هذا هو مذهب “الخوارج” الضُلال الذين خرجوا وقتلوا خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا سبباً في الفتنة بين المسلمين ونصيحتي إليك أن تتقي الله وتترك نشر هذا الفكر التكفيري المنحرف الضال بين صفوف الأمة وتذكر يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وأقسم بالله العظيم أنك ستحاسب أمام الله يوم العرض والحساب عن كل نفس أُزهقت وكل قطرة دم أُريقت في هذه الفتنة وعن كل طفل خائف ومرعوب وعن كل امرأة وشيخ عجوز تسرب الخوف والفزع إلى قلوبهم فأنت من تدعو منذ زمن بعيد للانقلاب والفوضى وتستخدم عقيدة التقية بين المسلمين وأخيراً أصدرت الفتوى للشباب المغرر بهم في ساحة التغرير والفتنة في العاصمة صنعاء وقلت لهم: أن مايفعلونه من فوضى وتخريب وإقلاق وزعزعة للأمن والاستقرار والسكينة العامة يعد من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ! وقلت أنهم يستحقون على أفعالهم هذه براءة اختراع ! فهل نحن في دولة مسلمة أم في دولة كافرة ؟ وهل تغيير المنكر بماهو أنكر منه يعد من الشريعة الإسلامية؟ وهل الإحداث في دين الله يعد من الذكاء والعبقرية ومامعنى “براءة اختراع” غير البدعة والبدعة تعني الإحداث على غير مثال سابق لم تأتِ لا في كتاب ولا في سنة ولا عند السلف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد” أي مردود عليه، وعن بلال بن الحارث رضي الله عنه قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: اعلم، قال : ما أعلم يارسول الله ؟ قال : اعلم يا بلال، قال :ذروني أعلم يارسول الله، قال : إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً”رواه الترمذي ، فهل آن لك الأوان أن تتوب إلى الله وتترك نشر وإيقاظ الفتن النائمة بين المسلمين؟ قال الله عزوجل “الفتنة أشد من القتل” البقرة آية 191 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها” وهل آن لك الأوان أن تترك العلم لأهله وتترك إصدار الفتاوى والتلبيس على الناس، فأنت لست من العلماء لا المحدثين ولا المفسرين ولا الفقهاء ولا الأصوليين وبما أنك لست عالماً فإنك لست مفتياً، قال تعالى “وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب ويقولون هو من عندالله وماهو من عندالله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون “آل عمران آية 78 وقال تعالى «ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون» البقرة آية 42، وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “المتشبع بمالم يعط كلابس ثوب زور” روه البخاري ومسلم، وحتى تعلم صدق هذا انظر إلى كتاباتك السابقة في كتاب توحيد الخالق الذي كان مقرراً على الطلبة في المدارس الحكومية هل هو التوحيد المطلوب أن يدرّس في مدارس المسلمين أم في مدارس الملحدين ؟ والذي أتعبت نفسك وقائمة المؤلفين من أصحابك في الإثبات للطلبة المسلمين أن الله موجود ! رغم أن هذا التوحيد الذي هو توحيد الربوبية يؤمن به اليهود والنصارى وحتى إبليس وأبو جهل وأبو لهب، ولو كنت من أهل العلم الراسخين في العلم لكتبت وتكلمت وناقشت في التوحيد الذي جاء به الأنبياء والمرسلون وهو توحيد الألوهية الذي كلف الله به العباد وأنزل من أجله الكتب وشرع من أجله الجهاد، وقد تكلم عن هذا ورد عليك الكثير من العلماء منهم الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي، مفتي جنوب المملكة العربية السعودية الذي قال : “ وبهذا تعلم أن الزنداني قد غش قومه حين زعم أن هذا هو التوحيد الذي ينجو به العبد من عذاب الله ويدخل به الجنة. وكذلك الشيخ العلامة المحدث أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي “رحمه الله” ، و الشيخ العلامة المحدث يحيى بن علي الحجوري الذي ألّف كتاباً بعنوان “الصبح الشارق” ومسك الختام أنصحك وها أنت في آخر عمرك وعلى مشارف الانتقال إلى حياة البرزخ والدار الآخرة بتقوى الله والتواضع لله وطلب العلم الشرعي الصحيح وعدم الاغترار بعلمك المحدث الذي أسميته “الإعجاز العلمي” وترك التحريض على الفتن والخروج على ولي الأمر وتذكر صنائع المعروف المقدمة إليك من الأخ رئيس الجمهورية/ علي عبدالله صالح “شفاه الله ورعاه” وتذكر إحسانه إليك وتذكر قول الله تعالى : «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان” الرحمن آية 60 وقوله صلى الله عليه وسلم : “ من لم يشكر الناس لا يشكر الله” قال الشاعر : إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا وتذكر أن الجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحداً وأنصحك لوجه الله بالتوبة إلى الله وترك الإفتاء بغير علم وترك تناقضاتك وهرطقاتك الفكرية والتحالف مع أعداء الله من الرافضة والعلمانيين وتعلّم معنى الولاء والبراءة في الإسلام، وتذكر أن الجري وراء الملك والكراسي والدنيا والشهوات ليس من صفات الصالحين فضلاً عن العلماء والدعاة فالدنيا ملعونة ملعون من فيها إلا ذكر الله ومن والاه، والعلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم، وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك..