لقد شهدت اليمن في عموم محافظاتها ومديرياتها وعزلها وقراها فرحة الشعب اليمني العظيم بظهور فخامة رئيس الجمهورية عبر القنوات الفضائية المحلية والعالمية وهو يلقي كلمته الوطنية الهامة التي طالما انتظرها الشعب اليمني في الداخل والخارج بل انتظرها العالم بأسره. فأشرقت الابتسامة ورسمت على شفاه الجميع واختلطت البهجة والسعادة بأصوات الزغاريد والألعاب النارية في سماء الوطن الغالي ممتزجةً بدموع الفرح التي ذرفتها مقل كل المحبين الأوفياء المخلصين من أبناء شعبنا العظيم بسلامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، شفاه الله وعافاه وأعاده سالماً إلى أرض الوطن. نعم هذه الفرحة التي عمت الوطن بأسره من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه مساء الخميس السابع من يوليو 2011م راسمةً لوحة فنية في غاية الروعة والجمال اختلطت فيها الفرحة بالألم والدموع بالابتسامة والأنين بالزغاريد، وعبرت عن فرحة الشعب اليمني بقائده العظيم وسلامته في أروع لوحة يمنية رسمتها مشاعر وأحاسيس فياضة بأنامل إنسانية وحناجر يمنية أذهلت الجميع في معانيها ومدلولاتها وعبرت عن اللحظة التي طالما انتظرها الكثير بل الجميع للاطمئنان على القائد الفذ الشجاع الذي استخدم أعداؤه جميع الأساليب وكل الوسائل لنزع حبه من قلوب شعبه فلم يزدد إلا ثباتاً وتعمقاً في وجدان وأفئدة محبيه ومناصريه في الداخل والخارج، ومضوا يمنون أنفسهم بالأكاذيب والأقاويل الباطلة كما اعتادوا عليها منذ بداية الأزمة اليمنية فقالوا عن فخامته قد أصبح بلا حراك وزاد البعض وقال: أنه أصبح جثة هامدة داخل الثلاجة، مع أنه لا صحة لكل ما قاله ولكنه ليس إلا سيناريو يضحكون به على الشعب، وطفقوا يحلفون ويقسمون برب العالمين أنهم صادقون فيما يقولون وذهب البعض يحلفون بغير الله فيحلفون بالحرام والطلاق لتأكيد الخبر، والعياذ بالله من هذا الجهل المركب والأسلوب الهمجي المقيت المخالف للدين والعرف والقيم الإنسانية والدينية فخسئوا وخسئت أمانيهم، ولقد ماتوا بغيظهم قهراً وذلاً من أكاذيبهم المزعومة فأرادوا له الموت فوهبه الله الحياة وثبت حبه في قلوب أبناء شعبه. ظهر فخامته على شاشات التلفاز في القنوات الفضائية المحلية والعالمية في صورة يسودها الشحوب والألم الواضح لاسيما في المرة الأولى من جراء ما أصابه من حروق متفرقة في جسده والتي استغرقت ثمان عمليات جراحية بسبب ذلك الاعتداء الغاشم الذي استهدف فخامته مع كبار مسئولي الدولة وهم واقفون بين يدي ربهم يصلون. وعلى الرغم من ذلك التعب والإرهاق والألم إلا أنه ظهر على الشاشة بشجاعته المعروفة، شامخاً شموخ الجبال العالية وبكل شجاعة وعزة خاطب شعبه اليمني العظيم وطمأنهم على صحته وصحة مرافقيه من كبار مسئولي الدولة، تحدث وقلبه ينبض حباً لشعبه ويخفق عشقاً لوطنه وسلامتهما وهو ما تجلى في دعوته فرقاء السياسة للجلوس إلى طاولة الحوار ونبذ العنف والخراب والدمار الذي أصاب الوطن وأكد حق الجميع في المشاركة بالسلطة التي ليست حكراً على حزب أو طائفة أو شريحة وإنما هي ملك للشعب وليس هناك ما يمنع المشاركة فيها ولكن بالطرق الدستورية وبالأساليب الديمقراطية الحضارية التي ارتضاها شعبنا نهجاً وخياراً لا حياد عنه في وطن الثاني والعشرين من مايو، وقد جاء حرصه الشديد على الوطن أكثر من حرصه على صحته وهذا هو سلوك العظماء من الرجال والقادة. وحملت كلمته رسائل كثيرة ودروس متعددة لأبناء شعبنا اليمني بكل أطيافه وتنظيماته وأحزابه السياسية مترفعاً عن الصغائر والضغائن والأحقاد والكراهية، واضعاً في الاعتبار أن مصلحة اليمن أولاً وأخيراً وكلنا فداء لليمن وفي خدمة شعبها العظيم، فالسلطة تكليف لا تشريف ومغرم لا مغنم وقد قال ذلك فخامة الرئيس القائد ورددها في أكثر من خطاب وفي أكثر من مناسبة وكرر مراراً بأننا سنقدم أرواحنا ودماءنا وكل غالٍ ونفيس من أجل عزة يمننا وكرامة شعبه العظيم. وعلى الرغم من هذا كله ظل الحاقدون على النظام المتربصون بالسلطة في انتظار الفرصة للانقضاض عليها عن طريق الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية، وهذا مرض قد استشرى وانتشر بصورة مفجعة في أنفسهم وعقولهم الأمر الذي جعلهم لا يدركون ولا يسمعون ولا يرون إلا السلطة وكيفية الوصول لها بأي ثمن وبعيداً عن ديمقراطية الصندوق، وهذا أبعد عليهم من الشمس. ظهر فخامة الرئيس للمرة الثانية وهو في حال أحسن من الظهور الأول فأخافهم وأفزعهم هذا الظهور وبدد أحلامهم ودمر أمانيهم بالانقلاب على الشرعية الدستورية والانقضاض على السلطة فاخذوا يتخبطون كمن أصابه مس من الشيطان يهاجمون السعودية وأمريكا في أقوالهم وخطاباتهم وكل من يحاول إنقاذ اليمن من هذه الفتنة الخطيرة والأزمة السياسية وكأنهم لا يريدون لليمن الخروج من هذه الأزمة الخانقة. وآخر كلامنا.. اللهم اشف رئيسنا وأرجعه إلى أرض الوطن سالماً، اللهم أهد أحزاب اللقاء المشترك وأعدهم إلى صواب رشدهم، اللهم احفظ بلادنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم آمين إنك على كل شيء قدير.