آخر المواقف الروسية أثناء اجتماع اللجنة الرباعية الخاصة ببحث عملية السلام في الشرق الأوسط ورعاية المفاوضات الفلسطينية الصهيونية.. ذلك الموقف هو رفض روسيا أن يتضمن البيان الختامي للجنة الرباعية عبارة، أو اسم “يهودية الدولة الصهيونية” وهو موقف ضد ومناهض لما تدعو إليه العصابات الصهيونية وتناصره الإدارة الأمريكية.. أي موقف لصالح القضية الفلسطينية ومع حقوق الشعب الفلسطيني في: الإبقاء على المواطنين العرب في أراضي 1948م على أراضيهم وعدم تهجيرهم الذي يرمي إليه الهدف من الاعتراف “بيهودية” الدويلة الصهيونية. الانتصار لحق العودة الذي يريد الصهاينة إلغاءه بالاعتراف “بيهودية الدويلة الصهيونية” رغم أن كل القرارات الدولية تقر بحق العودة للفلسطينيين. إن الموقف الروسي هذا ينتصر للعرب الفلسطينيين في مواجهة انتصار الإدارة الأمريكية للصهاينة.. وهذا ليس الموقف الوحيد الذي تتخذه روسيا مع العرب بل إنها تقف ضد الهجوم الأطلسي ضد ليبيا وسعيه لإسقاط النظام، وتستنكر ذلك وتعتبره تدخلاً دون أي مسوغ قانوني ودون أي شرعية ومشروعية، وترفض الاعتراف بالمجلس الانتقالي وتنتقد دعم العرب له. الأقوى في السياسة الروسية.. الموقف الروسي إلى جانب سورية ضد كل القرارات التي كانت تعتزم الإدارة الأمريكية، وفرنسا تمريرها في مجلس الأمن.. هذه المواقف تذكرنا بالمواقف السوفياتية سابقاً، التي كانت تحقق التوازن الدولي، وتنتصر للمستضعفين ضد قوى الاستكبار الرأسمالي الصهيوني. لكن كل ما نتمناه أن تكون هذه التوجهات الروسية توجهات مبدئية إنسانية وقناعة بالانتصار للعدالة، وليست مواقف وقتية تبغي من خلالها مقايضة الإدارة الأمريكية، بملفات عالقة بينها وبين روسيا.. مثل ملف نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في “تشيك، وبولندا” مع أني أرى أن مصالح وأمن روسيا يقتضي منها الوقوف ضد المشروع الأمريكي الصهيوني في الوطن العربي، والعالم الإسلامي.