اختص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك بخصائص كثيرة، وميزه بمميزات وفيرة لا توجد في غيره من شهور السنة، وفيه يحصل للعباد من الخير والبركة والرحمة واليسر والرخاء الكثير والكثير، وهذا هو سر سعادة الناس بقدومه، واشتياقهم لمجيئه، وسرورهم برؤية هلاله، وأنعم به وأكرم!! في شهر رمضان تصفو الروح، وتهدأ النفس، وينشرح الصدر، ويطمئن القلب. في شهر رمضان ..يزداد الإيمان ويكثر البر والإحسان، ويعظم الأجر والغفران. في شهر رمضان...يزول الحقد، وينتهي الغل، وينعدم البغض، ولا ترى للشحناء أثراً. في شهر رمضان لا سب ولا شتم، ولا لعن، فاللسان منشغل بقراءة القرآن ومستمر في ترتيل آيات الكريم ورطب بذكر الواحد المنان. إذاً يجب علينا أن نستغل هذه الأجواء الإيمانية، والنفحات الربانية، في الحوار والمناقشة، ونجعلها الزمان المناسب، والوقت الملائم، لطرح الأفكار، وإبداء وجهات النظر، وسينجح هذا الحوار ولابد، لأن الصيام الذي وحّدنا في المأكل والمشرب، والإمساك والإفطار، حري به أن يوحد أفكارنا، ويجمعنا على الرأي السديد، والفكرة الصائبة لا سيما إذا أخلص المتحاورون النوايا، ودعوا الله أن يجمعهم على كلمة سواء، فدعوة الصائم لأتُرد، ونداؤه مستجاب، وكم ستكون فرحة الشعب إذا قدر لهذا الحوار النجاح! في رمضان..لا داعي للمسيرات والمظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات، فالوقت وقت عبادة، والزمان زمان طاعة والحين حين توبة وأوبة! في رمضان..لا يجوز إيذاء الصائمين، بقطع التيار الكهربائي، وإخفاء الغاز،وتفجير أنابيب النفط،ومن يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين! في رمضان..لا يجوز رفع الأسعار، واحتكار المواد، واستغلال عباد الله المعسرين ويا ويل من حرم الناس من أقواتهم! في رمضان...عطف ورحمة وشفقة وتعاون وإخاء، وهنيئاً ثم هنيئاً ثم هنيئاً، لمن أعان معسراً, ونفّس عن مكروب، وأطعم فقيراً، وكسى عارياً، وسعى في خدمة مسلم! اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان..والسلامة والاسلام.