بعد شهور من صمود النظام الليبي بقيادة معمر القذافي وأبنائه أمام الجماعات المسلحة المدعومة من “حلف الناتو” بقيادة الولاياتالمتحدة بدأ سقوط النظام الليبي بسقوط العاصمة “طرابلس” تدريجياً بدءاً من يوم الأحد، وحتى يوم الاثنين يوم اكتمال سيطرة الجماعات المسلحة على العاصمة كاملاً بتاريخ 22 /8 /2011م لتبتهج العديد من الأنظمة العربية والقوى السياسية العربية، وكأن الذي انتصر هم العرب على العدو الصهيوني وحرروا فلسطين ، بينما الذي انتصر هم أعداء العرب الإمبريالية الرأسمالية الصهيونية، وتمت لها الهيمنة والسيطرة على ليبيا، لتصبح ليبيا نفطاً، وبلداً، وشعباً، وسياسة نهباً للإمبريالية النفطية والصهيونية. كثيرون من العرب هللوا لسقوط النظام الليبي وهو مايدعو إلى الحزن أكثر، والأسى والألم يعتصر كل من لازالت لديه حمية عربية إسلامية.. لأن المهللين هللوا لانتصار أعدائهم على نظام عربي إسلامي شقيق !!! صحيح أن النظام الليبي وكثيراً من الأنظمة العربية عليها مآخذ وسلبيات، ودكتاتورية، وغير صالحة لكن إذا كان البديل المشروع الأمريكي الصهيوني، فإن بقاء نظام القذافي وشبيهه من الأنظمة العربية والإسلامية هو الأهون من المشروع الأمريكي الصهيوني. إننا أمام “سيناريو” أعد للعرب والمسلمين من قبل الغرب الصهيوني الرأسمالي، يظهر فيه العرب والمسلمين أنظمة وشعوباً “مغيبة عن الوعي” هذه الأنظمة التي تصفق لأعدائها، وهم يسقطون الأنظمة العربية والإسلامية الواحد تلو الآخر.. ولن تسلم الأنظمة “المصفقة” من العدوان والإسقاط من قبل الغرب والصهيونية.. إني هنا أرثي وأبكي النظام العربي الإسلامي الذي يتهاوى تحت أقدام الغرب والصهاينة وعملائهم وهو يهلل ويصفق بذل وبلادة وبهيمية.