“إنّا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر ، تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر” السورة الكريمة تتكلم عن ليلة مباركة كلها خير عظيم وتشير إلى أنها ليلة نزول القرآن الكريم إلى السماء الدنيا “أنزلناه” أي أنزل القرآن الكريم وفي هذا من يقول أنه أنزل إلى السماء الدنيا دفعة واحدة أو جملة، أو أن تنزيل القرآن بدأ تنزيله في هذه الليلة، والأرجح أن نزول القرآن الكريم كان جملة في ليلة القدر. وفي الآية الثانية تعظيم وإعلاء غير محدد لهذه الليلة وقد جاءت الآية الثالثة لتقدرها بخير من ألف شهر، أما الآية الرابعة فتقول أن في هذه الليلة تنزل إلى السماء الدنيا الملائكة ومعهم جبريل عليه السلام ومعهم من خير الله وبركاته القدر العظيم، ولا يوفق فيها إلا من هم من أهل الله وأوليائه، ومخلصي الطاعة لله. ليس هناك تحديد معين لهذه الليلة ذات الفضل العظيم، لكنها حسب الإجماع في العشر الأواخر من شهر رمضان.. وقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ترقبوها في العشر الأواخر من رمضان” وعليه فإن العشر الأواخر من رمضان لابد وأن تكثر فيها العبادة وقراءة القرآن ودعاء الله سبحانه وتعالى، ويستحب القيام في العشر الأواخر من رمضان.. فكل داع قائم متبتل مجاب في هذه الليالي المباركة، وخاصة في ليلة القدر. إنّ على المؤمن أن يجتهد بالطاعات والدعاء والقيام في الليالي العشر الأخيرة.. وليكن دعاؤه لنفسه وأهله وجيرانه وأبناء وطنه وإخوته من المسلمين والمسلمات، بالخير والبركة والسلام، والأمن والوحدة والاستقرار.