ودعنا شهر رمضان المبارك وقد كنا نأمل كثيراً أن يتم فيه التوصل إلى حل للأزمة العصيبة التي تعيشها بلادنا منذ شهر فبراير مطلع العام الجاري ..هذه الأزمة التي تسببت في معاناة كثيرة لكل أبناء الشعب اليمني مؤيدين للنظام ومعارضين على حد سواء ما كان لها أن تحدث لو أن المعارضين حكّموا عقولهم وضمائرهم واستجابوا لدعوات الحوار المتكررة سواء من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه وجميع قيادات الدولة والحكومة وكل العقلاء في اليمن أو من قبل الأشقاء والأصدقاء والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي باعتبار أن الحوار هو الوسيلة الحضارية والخيار الوحيد الأمثل للخروج من الأزمة وتجنيب الوطن والشعب المزيد من المعاناة والانزلاق نحو هاوية سحيقة لا يعلم إلا الله مداها. كنا نتمنى ألا ينقضي شهر الرحمة والغفران والعتق من النار إلا وقد اعتق القيادات المعارضة للنظام شعبنا ووطننا من هذه الأزمة التي ستعصف بالجميع إذا لم يتم تداركها بالعودة إلى جادة الصواب والامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى في تحكيم كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..قال تعالى :« يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه لله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً» صدق الله العظيم. لقد أثبتت كل الوقائع والدلائل والأحداث التي شهدتها الساحة الوطنية على مدى السبعة الأشهر الماضية أن العنف سيولد عنفاً أكبر وأن استخدام القوة للاستيلاء على السلطة سيؤدي إلى كوارث عدة لا تحمد عقباها ولذلك فإن السبيل الوحيد لتجنب ذلك هو جلوس الجميع على طاولة حوار مستديرة تضم كل أطراف الأزمة وكل القوى الوطنية والاجتماعية دون استثناء وبإشراف من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة خصوصاً بعد أن تم تخريب عدة خيارات ومنها استخدام القوة وتعطيل الحياة العامة وتشكيل ما يسمى ب (المجالس الانتقالية أو الوطنية أو الأهلية أو الثورية )..حيث ثبت أن تلك الخيارات فاشلة وأن الخيار الوحيد السليم والناجح للخروج من الأزمة هو الحوار ولا يوجد أي خيار آخر غيره ..فهل آن الأوان أن تراجع القيادات المعارضة حساباتها وتحكّم العقل والمنطق وتقبل الجلوس على طاولة الحوار للاتفاق على الانتقال السلمي والسلس للسلطة وفقاً للأسس الدستورية والشرعية ؟ هل آن الأوان لأن تتخلى القيادات المعارضة عن العناد والمكابرة وفكرة الشرعية الثورية التي عفى عليها الزمن كوننا بلداً ديمقراطياً والوصول إلى السلطة يتم عبر صناديق الاقتراع وليس بالعودة إلى زمن الانقلابات الدموية والتصفيات الجسدية وتحت مسمى (الشرعية الثورية) التي فرضت قسراً على شعبنا اليمني لسنوات عدة مضت في عهد التشطير ومنذ إعادة وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً في ال22من مايو 1990م . تم انتهاج الديمقراطية والتعددية السياسية كوسيلة حضارية للوصول إلى السلطة واستبدلت الشرعية الثورية بالشرعية الدستورية وأي محاولة للوصول إلى السلطة عبر الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية وإرادة الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني يعني العودة إلى مربع الانقلابات وتصفية الحسابات التي ذهب ضحيتها في عهد التشطير خيرة أبناء الوطن. فحكموا عقولكم وضمائركم وعودوا إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان فحينها لا ينفع الندم والعودة للحق فضيلة والإصرار على العناد والمكابرة ستكون عواقبه وخيمة.