لم يكن الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي - وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة - يدركون أن أحزاب اللقاء المشترك لا يقدّرون قيماً ولا أعرافاً بقدر ما يؤمنون بذواتهم فقط. وربما كان الأشقاء في دول الخليج لا يعرفون أن تكتل اللقاء المشترك لا يمتلك رؤية واضحة للتعامل مع الداخل والخارج على حد سواء؛ نظراً لحالة التناقضات التي تعيشها القوى الظلامية داخل ذلك التكتل. إن الانقلاب على القيم والمبادىء والثوابت الوطنية نهج ميسّر يسلكه اللقاء المشترك وشركاؤه مع الداخل والخارج، وقد عانى الوطن كثيراً من الانقلابات التي يمارسها اللقاء المشترك، وهاهو اليوم يمارس نفس الأسلوب مع الخارج ابتداءً بالمملكة العربية السعودية وانتهاءً بالأمم المتحدة. فبعد أن أطلق النداءات والغارات من أجل المساعدة في حل الأزمة السياسية ورحب بأن العالم يحترم خيارات الشعب اليمني، نجده اليوم يسفّه تلك المواقف ويعتبرها تدخلاً في الشأن اليمني، وقد يتجاهل المتنفذون في اللقاء أنهم أطلقوا النداءات ليس لمساعدة اليمن فحسب ولكن لضرب اليمن وتدميرها من أجل إيصال اللقاء المشترك إلى السلطة عبر الانقلاب على الشرعية الدستورية. إن على العالم أن يدرك أن القيادة السياسية التي بذلت كل الجهود مع اللقاء المشترك من أجل الوصول إلى حل الأزمة السياسية التي صنعها المشترك واستجابت القيادة السياسية لمطالب المشترك، ولكن المشترك رفض كل ذلك، رغم أن اللقاء المشترك لا يمثل المعارضة, وأن عدد أحزاب المشترك لا تتجاوز عدد أصابع اليد، ومع ذلك فقد انقلب المشترك على كل المبادرات وأصر على التمرد على الإرادة الكلية للشعب، وعاث في الأرض فساداً واستخدم كل الوسائل غير المشروعة من أجل الانقلاب على الشرعية الدستورية. وهاهو اليوم يشن حملة إعلامية مسعورة ضد الأشقاء في المملكة العربية السعودية؛ لأنها احترمت إرادة الشعب اليمني ووقفت إلى جانب خياراته المتمثلة في الشرعية الدستورية. فهل بعد هذا العبث والتيه الذي وصل إليه المشترك من عودة إلى جادة الصواب؟! نأمل ذلك بإذن الله.