في وطنكم وشعبكم ..اتقوا الله فيما يحدث في بلد الإيمان والحكمة من تداعيات مؤسفة جراء الأزمة العصيبة التي يشهدها الوطن منذ أكثر من ثمانية أشهر مضت وتنذر بكارثة خطيرة إذا لم يتم احتواؤها قبل استفحالها ويتحمل اصحاب الفضيلة العلماء قبل غيرهم من السياسيين والمشائخ والوجهاء المسؤولية الكبيرة باعتبارهم يمثلون مرجعية الأمة وكونهم ورثة الانبياء، فهم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أولاً وأمام الوطن والتاريخ ثانياً لأنهم انقسموا إلى فريقين.. فريق يرى أن الخروج على ولي الأمر والاعتصام في الساحات والشوارع والتظاهرات إنجاز عظيم واختراع جديد يستحق من نزلوا ويقومون بالمظاهرات والاعتصامات (براءة اختراع). وفريق يرى أن الخروج على ولي الأمر مخالف للشرع لقوله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا). ويرون الاحتكام لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والجلوس على طاولة الحوار بين جميع القوى السياسية وأطراف الأزمة وأن من يرفض الحوار إنما يدعو إلى فتنة. جمعية علماء اليمن عقدت مؤتمرها العلمي للفترة من 27وحتى 29سبتمبر المنصرم بمشاركة خمسمائة مشارك من عموم محافظات الجمهورية وخرج المؤتمر ببيان أكد على حرمة سفك الدماء وإزهاق الأرواح والتسبب في ذلك وحرمة الاعتداء على المعسكرات والجنود الذين يقومون بواجب حفظ الأمن والنظام والتعدي على المنشآت الخدمية والممتلكات العامة والمساجد وحق التعليم وإغلاق المدارس والجامعات وترويع وتخويف الآمنين. وأكد البيان أن المظاهرات والاعتصامات الحالية في الطرقات العامة والاحياء السكنية وما يحدث فيها محرم شرعاً وقانوناً لما يترتب عليها من مفاسد مثل سفك الدماء والتعدي على الأمن وقطع الطرقات واقلاق السكينة العامة وحرمة الاستجابة للدعوات والمخططات المغرضة التي تهدف لتفريق الأمة وتمزيق الوطن، وحرمة تضليل الشباب وتعبئتهم والزج بهم في أعمال عنف وأن ما يحصل اليوم لا يعد جهاداً بأي وجه من الوجوه وحرمة الاعتداء على الاعراض والاستهانة بها من خلال السب والقذف والتشكيك في النوايا والمقاصد والتهديدات والتصوير المسيء.. ودعا البيان جميع الأطراف إلى رفع المظاهر المسلحة حقناً للدماء وتحقيقاً للأمن والاستقرار والاحتكام للعقل والجنوح للسلم والجلوس على طاولة الحوار للخروج بحلول مرضية. في المقابل صدر بيان باسم علماء اليمن مضاد لبيان جمعية علماء اليمن ..فهل هذا الاختلاف بين علماء اليمن رحمة أم هو فتنة ونقمة على الشعب اليمني؟!. اتقوا الله يا علماء اليمن في وطنكم وشعبكم فالعلماء هم ورثة الانبياء وهم أصحاب الكلمة الفصل والقول الصادق والرأي الصائب والمرجعية فيما اختلف فيه الناس ..فهل القول الصادق والرأي الصائب هو الخروج عن ولي الأمر وعدم الجنوح للسلم والجلوس على طاولة الحوار والاستمرار في أعمال الفوضى والتخريب وسفك الدماء بهدف الوصول إلى السلطة؟. وصدق الله العظيم القائل في محكم كتابه الكريم: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيانات وأولئك لهم عذاب عظيم).