كنا نؤمّل بأن تنفرج الأمور في بلادنا، وتكون أحسن حالاً عما كانت عليه خلال الأشهر الماضية كي يسود الأمن والطمأنينة في ربوع هذا الوطن الذي أضحى مثخناً بالجراح والآلام الكبيرة.. ولكن «مافيش فائدة» بل مازالت الأوضاع كما هي إن لم تكن زادت سوءاً أكثر فأكثر، حيث نلحظ ثمة أموراً يصعب علينا إدراكها أو معرفتها، ولكن من خلال استشرافنا لواقع الحال في الوقت الراهن نرى بأن أموراً كهذه لا تطمئن البتة نتيجة للأحداث الدامية، التي يشهدها وطننا كل يوم وتزداد تفاقماً، الأمر الذي ينذر بكارثة قادمة لاقدر الله، خاصة إذا لم يكن هناك إدراك وتفهم للأوضاع بصورة جادة ومسئولة من قبل القوى الفعالة في المجتمع بما فيها الأطراف السياسية سلطة ومعارضة والتعاطي معها وفق ما تقتضيه ظروف الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي فضلاً عن ضرورة مراعاة المصلحة الوطنية والتي تجثم على الجميع أن يكونوا عند مستوى المسئولية، لأنه لا يعقل أن تظل الأمور سائرة على هذا النحو المتأزم الذي لم ينتج عنه سوى الخوف والقلق دون أن تكون هناك معالجات موضوعية وفعالة وسريعة. وهذا لن يتأتى إلا من خلال استشعار كل القوى السياسية بمسئولياتها تجاه هذا الوطن الذي أضحى يعاني الكثير من المشكلات والاعتلالات في جسمه والتي شملت كل مناحي الحياة بما فيها الأحوال المعيشية والاقتصادية والخدماتية والأمنية وغيرها.. وبالتالي أرى بأن مسألة كهذه ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار، حتى لا تسوء أحوال الناس أكثر من ذلك، لأننا نخشى أن تنقلب الأمور رأساً على عقب ويكون الضحية في نهاية المطاف الوطن والمواطن، لذلك لابد أن يكون هناك مخرج مناسب لما يجري في واقعنا اليوم كي يتم تجنيب هذا الوطن أية مشكلة قادمة أكثر مما هي عليه، لأنه إذا ما كانت هناك مشكلة يكتنفها العنف فستكون الطامة الكبرى وستلحق الكارثة بالجميع دون استثناء وهذا ما لا نريده إطلاقاً. تعز والقمامة هل يحق لنا أن نطلق على تعز مدينة العلم والثقافة..؟ هذه التسمية بعد أن أصبحت هذه المدينة مقلباً للقمامة، وهذا ما يشاهده الجميع وفي هذه الأيام حيث إن شوارعها الرئيسية أو الشوارع الفرعية أصبحت مليئة بالقمائم المكدسة وعلى جوانب أرصفتها، فضلاً عن الأحياء والمناطق السكنية على اختلاف مسمياتها التي هي أيضاً تعاني نفس المشكلة.. نتساءل: أين الجهات المعنية بذلك لاسيما مشروع النظافة بتعز.. ولماذا لا يقوم بدوره بالمستوى المطلوب؟ حتى وإن كانت هناك أحداث تجري في هذه المدينة فعليه أن يضطلع بواجبه ومسؤولياته لا أن يترك القمامة في الشوارع، ويجب أن يصنع الحلول الملائمة للقيام بدوره وتنفيذ مسئولياته وواجباته حتى لا يظل وضع القمامة بهذه الصورة المقيتة..؟!