«الثورات الخلاقة» هو تعبير أطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة «كونداليزارايس» لكن ليس بالتعبير، أو باللفظ نفسه بل بلفظ آخر.. حيث قالت: «الفوضى الخلاقة» والحقيقة أنه ليس هناك «فوضى خلاقة» لأن الفوضى نقيض للخلق والإبداع لكن بالإمكان القول: «الفوضى المدمرة» كون الفوضى تعني التصرف والسلوك، والممارسة اللاواعية. الآن نعيش ما يسمى ب«الربيع العربي» كما وصف ذلك الحال الأمريكيون، على أساس أن ما يحدث في الوطن العربي اليوم هو ثورات ستعود إلى الربيع في الوطن العربي أي ستؤدي إلى تحسين أحوال المواطن العربي.. والحقيقة ليست كذلك لأنه لا يوجد عقل وفكر يقود ويدير هذه الثورات الشعبية.. والذي حصل أن الأحزاب العتيقة في البلاد العربية هي التي ركبت الموجة الشعبية لتصل إلى كراسي الحكم وهي ليست بأفضل من الأنظمة، بل قد تكون أسوأ من الأنظمة أو بشكل أصح من الحكومات التي تطالب بعض الشعوب بإسقاطها. الغرب الذي «يؤيد الثورات الخلاقة» إنما يؤيد ويدعم «الفوضى الخلاقة» وهو ما يريده الغرب بهدف تدمير البلاد العربية، وإدخالها في فتن لن تخرج منها بسهولة ويسر أو بسلام، وهذا الغرب مازال يغذي هذه الثورات لتنتشر وتمتد إلى الأقطار العربية الأخرى، وبحيث لا تتوقف حتى تأتي على الأقطار العربية كلها وذلك لصالح المشروع الأمريكي الصهيوني «الشرق الأوسط الجديد» الذي سيتقزم أمام الكيان الصهيوني الذي سيتعملق ويقوى في ظل تفتيت الوطن العربي وتدميره وتخريبه. فبقية الوطن العربي في الجزيرة وشمال غرب أفريقيا لن تنجو من الربيع العربي «والثورات الخلاقة» أو «الفوضى الخلاقة» فإلى حد الآن لم تحدث ثورة تحمل فكراً ومشروعاً محدداً، وتمتلك قيادة تؤمن بمصلحة الجماهير.. وكل ما يحصل أنها تحقق مصالح أحزاب راديكالية تقليدية تحلم بالسلطة، ولم تستطع الوصول إليها منذ عقود.