الصهاينة ليسوا من البلادة والحماقة إلى الحد الذي كما يصرحون أنهم ينوون مهاجمة إيران، لأن عملاً عسكرياً صهيونياً ضد إيران يشبه تحرش «نملة» ب«فيل»، لكن الحكومة الصهيونية برئاسة نتنياهو «حكومة متطرفة» والتطرف أو التعصب «يعمي» صاحبه، ويدفعه للقيام بأعمال خطيرة دون أن يحسب عواقبها الوخيمة وردة الفعل القاتلة على حماقته ومغامرته. الحكومة الصهيونية بتصريحاتها عن عمل عسكري ضد إيران ليست سوى فقاعات في الهواء، وضمن الحرب الإعلامية التي تشنها بالتنسيق مع الغرب ضد إيران.. لكن ذلك لا يرتقي إلى مستوى الترجمة العملية، لأن الصهاينة يعلمون من تكون إيران التي ردت بأن تفكير الصهاينة حين يفكرون بمهاجمة إيران يعني أنهم يعجلون من حتفهم.. فالرد الإيراني سوف يكون فوق احتمالهم، كونه سيكتب على أرض فلسطين عبارة مفادها «كانت هنا إسرائيل». لكني لا أشك وخاصة أن وفداً أمريكياً وصل إلى فلسطين للالتقاء بالحكومة الصهيونية للتنسيق والتشاور حول ضرب «النووي الإيراني».. الموضوع أخذ مساحة إعلامية كبيرة، وكما قلت لا أشك أن ذلك لتغطية الفشل الذريع للمشروع الأمريكي الصهيوني في سوريا وكذلك الفشل في العراق والانسحاب الأمريكي منه دون أية مكاسب سوى الخسائر والأزمة المالية وتنامي الحركات المناهضة للرأسمالية الصهيونية في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وعلى أي حال لا «الكيان الصهيوني» ولا «الإدارة الأمريكية» يجرأون على مهاجمة «إيران»، لأن «إيران غير نائمة» وهي «قوة عسكرية إقليمية كبرى» ستضرب كل مكان فيه تواجد أمريكي إضافة إلى إسرائيل، ولن تكون وحدها فمحور إيران«سوريا، لبنان، غزة» سيكون معها إضافة إلى الوجودات المقاومة في المنطقة.. وكلا امريكا وإسرائيل يعلمون ذلك، ولن يقدما على مغامرة مجنونة!