“ما حدث بالتوجيه المعنوي ليس تمرداً عسكرياً.. وإنما مطالبة بإقالة الشاطر”.. هذا العنوان تصدر الصفحة الأولى لصحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم الجيش أو بالأحرى الناطقة باسم الرئاسة. صرخة غير متوقعة في صحيفة كان اسم العميد الركن علي حسن الشاطر مقدساً فيها ..وجاء في محتوى الخبر الذي تذيل هذا العنوان نفي من مصدر مسؤول في دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة ما نشره موقع (حشد نت) من أكاذيب وتضليل تحت عنوان فشل التمرد على الشاطر”..وحسب المصدر فإن الشاطر لم يدخل دائرة التوجيه من يوم الاثنين الماضي مؤكداً “أن ما حدث في التوجيه المعنوي ليس تمرداً عسكرياً بقدر ما هو تعبير عن رفض الضباط والصف والجنود لممارسات الظلم والاستبداد والفساد الذي ظلوا يعانونه لسنوات طويلة مطالبين بإقالة علي الشاطر” كما جاء في الخبر. وحول بقاء اسم الشاطر في ترويسة الصحيفة قال المصدر: إن بقاء الاسم كرئيس للتحرير تأتي وفقاً لتوجيهات وزير الدفاع محمد ناصر أحمد حتى يتم البت بشأن رئاسة التحرير وأنهم يحترمون تلك التوجيهات. وقال المصدر إن “منتسبي الدائرة رأوا بقاء اسم الشاطر في هذا العدد لإتاحة الفرصة أمام القيادة السياسية والعسكرية لحسم هذا الأمر في مدة لاتتجاوز الأسبوع المقبل” أي نهاية هذا الأسبوع. وأكد المصدر أن منتسبي الدائرة لن يتراجعوا عن مطلبهم الذي اتخذوه في المطالبة بتغيير الشاطر. في سياق ثان عاودت صحيفة “الوحدة”الأسبوعية الصادرة عن مؤسسة الثورة الصدور مجدداً بعد توقف دام أسبوعاً عقب الهجوم من قبل القائم برئاسة تحرير الصحيفة في الأشهر الثمانية الماضية يحيى العابد بصحبة مسلحين..العابد هاجم الصحيفة لمرتين عقب إعادة رئيس التحرير المستقيل عقب جمعة الكرامة حسن عبدالوارث إلى عمله. وفي أول عدد صدر الخميس الفائت بعد تغيير موعد الصدور بدلاً عن الأربعاء نشرت الصحيفة إعلاناً تحذيرياً من التعامل مع من وصفته الصحيفة ب “المدعو يحيى العابد” قائلة: إنه أقدم على السطو على ختم الصحيفة وأوراقها الرسمية. وظهر النفس التحرري في أول عدد لصحيفة الوحدة حيث كتب رئيس تحريرها حسن عبدالوارث مقالاً مصغراً في صفحتها الأخيرة عن “مسيرة الحياة” تحت عنوان (البحر يعانق صنعاء). وقال فيه: إن “من لم يشهد هذا المشهد فكأنما فقد الذاكرة في لحظة ولادته”. وأضاف: إن “سدنة الهيكل المتهالك من محترفي القتل الجماعي كانوا لهم بالمرصاد، فقد احترفوا اقتناص الموج واصطياد البحر، وتجريف الأسماك وتدمير المرجان.. مثلما احترفوا قتل العصافير والحمائم وإبادة الورد والسنابل... لقد أحالوا “دار سلم” دار حرب.. وأراقوا الدم الحار بدم بارد.. فاقترفوا جريمة لم يدونها تاريخ الخطيئة بعد”. وكان مانشيت الصحيفة الأول يتحدث عن الحراك في مؤسسات الدولة قائلاً: “منتسبو المؤسسات المدنية والعسكرية يصححون أوضاعها”. وفي الخبر الرئيس تحدثت الصحيفة عن الاحتجاجات والإضرابات في المؤسسات الحكومية متناولة خبر ما حدث في التوجيه المعنوي، وما حدث في صحيفة الثورة حيث جاء في الخبر: إن موظفي وعمال مؤسسة الثورة للصحافة نجحوا في إجبار رئيس مجلس الإدارة رئيس تحرير الثورة على تقديم استقالته..وفي تقرير نشرته الصحيفة على صفحتها الأولى تحدثت الصحيفة عن تعثر صدورها الأسبوع الماضي “جراء قرصنة وبلطجة لم تحقق الغاية الدنيئة لدى مقترفيها ومن يقف وراءهم بالتخطيط والدعم”. وحسب التقرير المعنون ب “الإعلام الجديد.. الذي نريد” قال رئيس التحرير: إن “خفافيش الكهوف المظلمة التي استهدفت “الوحدة” الأسبوع الماضي لا تزال تستهدف معالي وزير الإعلام وعدداً من الوزراء المنتمين لأحزاب “اللقاء المشترك” في محاولة يائسة وبائسة لكبح دولاب الجهد المتميز الذي بدأ يدور بفضل الرغبة الجامحة لدى هؤلاء الوزراء في إحداث نقلة نوعية في الأداء الحكومي”. وتناولت الصحيفة عدداً من المواد عن ثورة الشباب وعن ساحة التغيير إضافة إلى مواضيع متعلقة بالفساد وعدد من الأخبار الرسمية والحكومية. ويحصد الوسط الإعلامي اليمني نتيجة جيدة جراء التغيير الذي حدث بالتزامن مع المبادرة الخليجية حيث شهدت بعض وسائل الإعلام الحكومية نقلة نوعية في الخطاب المتنوع كانت في مقدمة تلك الوسائل (صحيفة الجمهورية) التي بدأت استيعاب الرأي المعارض بطريقة واسعة. وشهدت الصحيفة منذ عودة رئيس تحريرها سمير اليوسفي الذي استقال عقب مجزرة “جمعة الكرامة” انفتاحاً على جميع الآراء حيث شوهدت كتابات الصحفي المعارض منير الماوري تنشر جنباً إلى جنب مع مقالات عبده الجندي. وتفاءل الوسط الصحفي بهذه المساحة حيث رأى صحفيون أن ذلك يعد الأساس في مهنة الصحافة بعيداً عن شخصنة الواقع السياسي وتقديس الأشخاص. وبدأت “الجمهورية” بكسر حاجز الخوف حيث وضعت عداداً يحسب ما تبقى من الوقت للاستحقاق الانتخابي الرئاسي الذي سيقام في 21 فبراير القادم. صحيفة الثورة مازالت على حالها ولم يظهر بعد أي من الآراء للطرف الآخر الذي أصبح مقاسماً للسلطة في البلاد لكن التلفزيون مازال يحاول على استحياء..وكشفت تغطية التلفزيون لجمعة السبعين أمس والتي حملت في محتوى اسمها تهديداً غير منطقي “إن عدتم عدنا” شيئاً مازال يدير الأمور بطريقة تثير الأزمة أكثر من تهدئتها وشعوراً بعدم أحقية أحد في هذا القطاع برغم وضوح الواقع السياسي حالياً بأنه لا أحد يملك شيئاً فكل شيء صار للكل.