تنحدر مهنة الصحافة في اليمن إلى درك سحيق من التردي الأخلاقي والمهني مع تصدر صنف جديد من الصحافة يمكن تسميته “ بصحافة النكف “ . وقد سقط الزملاء في صحيفة “ الأولى “ على رؤوسهم وهم يحاولون الذود عن فضيحة سطو على مواد صحفية بطلها الصحفي “ الخطير” عبدالكريم الخيواني. في البدء رفضت الصحيفة التعامل مع بلاغ تقدمت به إلى نقابة الصحفيين نهاية الأسبوع الفائت بشأن واقعة السطو، فأحسنت الظن بالصحيفة وقلت لعلها لا تريد الخوض في “ فضيحة “ كهذه حتى لا تتسع دائرة النشر، لكنها خرجت علينا الأحد الفائت برد للزميل الخيواني على ما اسماه “ التشهير والابتزاز” ويا للفضيحة، فبدلا من نشر بلاغي أو حتى الإشارة إليه كما هو شان أي وسيلة مهنية مستقلة ومحترمة فضلت الصحيفة تسجيل “ فضيحة “ أخرى والاصطفاف خلف “ عصبية “ متخلفة تربط رئيس تحرير الصحيفة بالخيواني في مواجهة صحفي اعزل. إنها حالة “ نكف “ غير مسبوقة في الصحافة اليمنية حيث يصبح مرتكب الخطيئة مسنودا بعصبيته، وتعاطى البعض مع القضية كما لو كانت شأنا يمس الجميع ! .. ما هو اخطر من ذلك أن الصحيفة أرادت تعميق حالة “النكف” فرفض رئيس التحرير الزميل محمد عايش نشر هذا الرد المرفق، في واقعة “ تعصب” لم تشهدها الصحافة اليمنية من قبل . لكن المسألة لا تخص عايش وحده فقد اندفع الزميل محمد المقالح إلى كيل التهم بالجملة لشخصي والتعامل مع بلاغي بشأن واقعة السطو على تحقيقاتي الصحفية باعتباره جزءا من حملة ضد الخيواني مدفوعة الأجر من علي محسن والإصلاح وربما السعودية ! فعل ذلك دون إن يكلف نفسه حتى السؤال عن حقيقة الأمر. ما لم يعلمه الزميل أن جميع المواقع والصحف المحسوبة على حزب الإصلاح والقريبة منه رفضت نشر بلاغي السابق، وكان موقع مأرب برس الوحيد الذي تناول الأمر بالإضافة إلى موقع نيوز يمن بعد إلحاح شديد. والسؤال : إذا كانت الصحيفة تتعاطى بهذا النفس مع زميل المهنة، فكيف تتصرف حيال قضايا البلد الشائكة والكبيرة ؟؟ يريد الزملاء توجيه الفضيحة إلى معركة جانبية بين أطراف سياسية ومذهبية تكريسا للطريقة اللئيمة التي تدار بها الخلافات في البلاد، متخلية عن كل ما هو أخلاقي ومدني في الأمر، منساقة وراء غرائز بدائية على حساب الحقيقة . كنت أتمنى من “ الأولى “ نشر هذا التوضيح مرفقا بإعادة نشر رد الخيواني كي تبدو في صورة المحايد ولو بالادعاء، لكنها سقطت ... وحسب . ما من فرق الآن بين قبيلي يفعل فعلته ثم يلوذ بعصبيته فرارا من المساءلة، وبين آخر يزعم انه صحفي ضبط متلبسا بواقعة سطو علني ، فقرر استدعاء كل عصبياته السخيفة لإغراق جرمه في صراعات لا شأن لي بها . كان يتعين على الخيواني أن يخوض معركته بشرف الخصومة، لكنه يصر على السقوط كما يليق بصحفي بنى مجده على مجموعة من الذكريات والمزاعم، وهو يلفظ الآن أنفاسه الأخيرة.أرجو من كل وسيلة إعلامية تتعامل مع هذه القضية نشر رد الخيواني مرفقا بهذا التوضيح كي تكون الصورة جلية للقارئ الكريم، وللحقيقة ايضا .