لا حرية دون “ خبز” لا ديمقراطية دون “خبز” ومادامت الحرية والديمقراطية من الحقوق السياسية للشعب، فإن من المهم جداً أن نعرف، ونعلم ونوقن أن الحرية والديمقراطية المعيشية هي باب الدخول إلى الحرية السياسية. قد أخالف أناساً كثيرين في هذه المعادلة، وليكن لأني لست خيالياً وأعيش الواقع الذي يجب أن يتغير لصالح الشعب الذي يحتاج إلى الأمن والاستقرار المعيشي الذي لا يتحقق إلا بإشباع البطن، فالجوع مذلة، وماذا تعني الحرية والديمقراطية دون خبز أو في ظل الحصول على الخبز بصعوبة وفي حدود ما يحفظ الحياة العاثرة والذليلة. هذه الرؤية تنطبق على المواطن أمام حكوماته، وحكوماته أمام الحاجة إلى الخارج، ولذلك تصدق مقولة الرئيس الصيني الراحل "ماو تسي تونغ" حين قال: «ويل لشعب يأكل مما لا يزرع، ويلبس مما لا ينصع». إنها جملة تترجم إلى نظرية في الزراعة، ونظرية في الصناعة.. على أي حال حكومتنا مسؤولة أمام المواطن بتحسين مستوى معيشة المواطن، وأول تحسين في ذلك هو تحسين رغيف الخبز، فبالخبز يحيا الإنسان أولاً.. إن تحرير الإنسان من الجوع من أولويات الحكومات وحكومتنا منها. وعليه فإن حكومتنا ممثلة بوزارة الصناعة والتجارة مسؤولة عن متابعة سوق الخبز، وصُناع الخبز «المخابز» واتخاذ إجراءات صارمة في إلزام المخابز برفع أوزان الخبز "رغيف روتي" وخلافه وفقاً للنسبة التي انخفضت بها أسعار الحبوب. وللإنصاف لابد من إزالة المبالغ المضافة على الغاز المستخدم في المنازل والمخابز، ففي تعز تباع دبة الغاز بأكثر من ألفي ريال؛ بينما سعرها الحقيقي ألف ومائتا ريال، وذلك ما يستدعي النزول الميداني والرقابة الدائمة على المخابز والأفران، واستخدام إجراءات الطوارئ ضد كل من يتلاعب بقوت الشعب، فالحرية والديمقراطية في السياسة، وليس في تجويع الشعب!.