للثورة مراحل متعددة ولعل الحمل والولادة و تنشئة الطفل هو التشبيه المجازي الأنسب من حيث الجوانب “الاجتماعية” للثورة. وفي ذلك المفهوم وبعيداً عن حصر الثورة في “مضيق مظلم” و”تابوت فكري عقيم” يجعل الثورة محصورةً بأشحاص وأسماء ومواقف. بعيداً عن هذا المضيق الذي يقيد الثورة بانجازات وقتية، أو أفعال وخطوات ومقارنات وخيمة إن تمت أو لم تتم تكون المعيار القياسي للحكم بالنجاح أو الفشل. بعيداً عن هذا “الوحل الفكري” الذي تسبب في افراز اشكال من العنف والتعصب والكراهية والانقسام. وبعيداً عن التقييم المستمر لثورات الربيع العربي والنقد الدائم الذي أوشك أن يكون سبباً في دمار أهداف الثورات “الناصعة” فإن مفهوم “المرحلية” هام جداً استيعابه من قبل جميع الطوائف الثورية باعتباره مصدراً للخروج السلمي من المعوقات الاجتماعية والسياسية معاً والمضي قدماً بروح متجددة نحو “الاستكمال المتوازن لأهداف الثورة” المتمثلة في تحقيق العيش الكريم للمواطن العربي واليمني خاصة واجتثاث الفساد و«الموروث الاضطهادي» والارتقاء المجتمعي. وهذا لن يتأتى سوى بالالتزام ببث عدد من القيم الجوهرية الداعمة والتي نحن بحاجة ماسة اليها لمسح مرحلة الشقاء من جدول أعمال المستلذين بالهدم والخراب . وقد أسعدتني تسمية الجمعة ب “جمعة وأعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا” . وتأسيساً على ذلك فإن القيم ذات الأولوية “للمرحلة الاجتماعية” الحالية تتمثل في : - استشعار المسئولية التضامنية: ومنها التكاتف و(مصدر تَكاتَفَ). “تَكاتُفُ الجُهودِ”: تَعاوُنُها، تَضامُنُها. و في المعجم الغني :تَكاتَفَ السُّكَّانُ لإقامَةِ مَشاريعَ اجْتِماعِيَّةٍ” : ساعَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، تَكَفَّلَ. ومن الذي سيبني الأوطان لو أننا لم نتكاتف ونتحمل المسئولية التضامنية معاً؟! هل نحن جادون في الوفاق؟ لا يكفي أن تكون لدينا حكومة وفاق تعمل فوق أنقاض من التمزق الاجتماعي دون أن نحسن جميعنا التفاعل في ظلها بحس عال من “الجدية” فلننظر ماذا قال بنو إسرائيل وقت انتصار موسى على السحرة وتوعد فرعون لهم بالعذاب في أولى جولات الحق والباطل {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}( الأعراف :129) فنحن في وقت العمل والهمة الوطنية سبحان الله كيف يعزز المفهوم في قول الله كَيْفَ تَعْمَلُونَ -ولم يقل ماذا تعملون بل قال كيف تعملون!. التعصب لن يحل شيئاً! المرونة: و هي القدرة على التكيف الايجابي مع الأحوال والأحداث بما يحقق الحصيلة النافعة . فالأشخاص الأكثر مرونة هم الأكثر تأثيراً ونجاحاً في بيئتهم ومجتمعهم و أسرهم. وعليه فإنه من المهم أن تكون قيمة المرونة من الأولويات لمواجهة التحديات وبطريقة ايجابية لتحويل الفجوة الى فرص عديدة ولنتذكر أن تكرار نفس المحاولات التي لا تؤدي إلى نتيجة لن تغير النتيجة مهما تكررت! و للمرونة غاية هامة فهي تعيد التحكم بالأمور! متى نستقيظ وإلى متى يستمر الجدال؟ التصدي: من واجبنا التصدي للمغرضين والمنافقين والذين لا يعون حجم المخاطر التي يتحملها المواطن وسوف تتحملها الأجيال القادمة إن لم نتصدى للذين يبثون سمومهم في وسائل الإعلام المختلفة ووسائل الاتصال المتنوعة لبث الفرقة والانشقاق بين أبناء الوطن الواحد. لذلك تقريب وجهات النظر وبث الروح الوطنية القوية و”اليقظة” للتهديدات المتعددة و”عدم اغفالها” فالمغرضون كثر ومرحلة التصدي الحقيقي بدأت الآن. فلنع ذلك ولننشر هذا الفكر من أجل ردع المتربصين بالأوطان ومن يستقطبون كثيراً من الجنود الخفية للعب بأوتار البلد بغير ذمة ولا رحمة فأين نحن من هؤلاء؟ وهل سيستمر جدالنا بينما غيرنا يستنزف طاقاتنا “بتعمد” للتشويش على الحقائق الخفية بين أوكارهم؟ كلمة هامة “ اليقظة”! من أجل تحقيق أهداف سامية لخلق مجتمع متوازن أخلاقياً وفكرياً وحياة كريمة يستحقها المواطن اليمني ويستحقها من ضحوا بأرواحهم لأجلنا فدعونا لا نجازيهم وأسرهم بالخذلان!.