كان أمام محلي تعز تحدٍ آخر بعد إقالة “قيران” وتكليف نائبه خلفاً له عندما فرض “العوبلي” نفسه مديراً لأمن المحافظة.. العوبلي الذي تحدى قرار المجلس المحلي للمحافظة لم يترك للمدينة متسعاً للراحة، بل راح يداوم في إدارة الأمن خارج الأطر القانونية.. التحدي ذاك كان بالإمكان تجاوزه لو أن “المجلس المحلي” اتخذ موقفاً مشابهاً مع “العوبلي” في ذات الوقت غير أن المفاجأة جاءت مدوية قبل اتخاذ موقف ما ولا أدري إن كان هذا الأمر في جدول أعمال المجلس المحلي أم لا، المفاجأة كانت في عودة قيران مجدداً بمهام جديدة هذه المرة تضاف إلى جانب الإدارة الأمنية الإدارة العسكرية للمحافظة كما ورد في صحيفة الجمهورية الرسمية في عدد السبت الماضي في الحين الذي يستمر فيه “العوبلي” في إدارة أمن المحافظة. محلي تعز الذي قرر إقالة “قيران” واضطر إلى تعليق عضويته في حال رفض الأخير قرار الإقالة، ولزيادة من الضغط هدد بالاستقالة الجماعية فكان ما كان. السؤال الآن ما الذي سيقوم به المجلس المحلي للمحافظة بعد إمعان قيران والعوبلي في إدارة المحافظة بالطريقة الأمنية، والعسكرية التي يريدون؟ لاسيما وأن محلي تعز يدرك جيداً أن الطريقة تلك جرت المحافظة إلى المواجهات بعد قمع العسكرين للمظهرات السلمية، وصولاً إلى ارتكاب جريمة محرقة تعز التي راح ضحيتها العشرات، وما تلاها من مواجهات أمر ملاحقة المتظاهرين في الشوارع، وأزقة الأحياء ومنع التجمعات السلمية التي أصرت على رفض الخيار الأمني في التعامل مع سلميتها، ومن ثم إجبار من نذروا أنفسهم لحماية ساحة الحرية إلى المواجهات المسلحة، وتعريض المدينة إلى القصف الليلي المتواصل في المواقع العسكرية التي تحيط بالمدينة كما أكد ذلك سكان المدينة مراراً ، والزائر للمدينة سيرى جلياً مشاهد الدمار في أحياء الروضة، زيد الموشكي، الحصب، الضربة، وأحياء أخرى لم يسه عنها القصف، عودة قيران بذاك التحدي إلى جانب إيكال مهمة إدارة الأمن للعوبلي الذي يترأس قيادة الحرس الجمهوري في الأساس، قد يعيد المحافظة إلى مربع العنف مجدداً، بعد الهدوء الذي شهدته المدينة في الأسابيع الماضية مع تزايد الضغوط الدولية، واللجنة العسكرية في المحافظة. محلي تعز أمامه خياران في حالة كهذه إما أن يضغط باتجاه إقالة قيران وإبعاده عن المحافظة كلياً، ومعه “العوبلي، وضبعان” وهذا ما شدد عليه السفير الأمريكي كشرط أساسي لاستقرار المدينة، وإعادة الهدوء لها بشكل مطلق، أو الاستقالة في حالة الفشل التي هددوا بها سلفاً قبل أن يعود قيران إلى المشهد مجدداً.. ولأن الخيار الأول يبدو صعباً أمام محلي تعز في ظل وجود دعم العائلة المالكة فإن الفشل سيكون سيد الموقف لرجالاتها العسكريين في المحافظة. وأشك في جدية الخيار الثاني، لأن المحافظ الصوفي سبق له أن هدد بالاستقالة عدة مرات ولذات السبب الذي جعله مجرد صورة معلقة على واجهة المدينة ولم يفعل وقس عليه الأمين العام، وأعضاء المجلس المحلي للمحافظة. مثل هؤلاء وصولوا إلى مرحلة من الطاعة لأسيادهم وتصدروا بذلك أرقى مراحل العبودية، حتى وإن تكرر ذبح المدينة مرات ومرات،لا يهم الأهم كيفية إرضاء العائلة وتحاشي غضبها، وإن كانت في النزع الأخير كما تدل على ذلك شواهد ما بعد توقيع المبادرة الخليجية.