رغم المحاولات المتكررة لنفي تبعية حزبه لإيران وان فكرته لم تستقدم من الخارج إلا أن رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الأمة وفي مقابلته مع صحيفة الجمهورية(عدد يوم 16 يناير 2012م) أشار إلى أن لهم امتدادات خارجية من حيث المشتركات الفكرية والثقافية مع العالم الإسلامي في إشارة واضحة لإيران. فياترى ما هي هذه الامتدادات الفكرية والثقافية التي تربط حزب محمد مفتاح بالجمهورية(الشيعية) في إيران؟ ومن أين لهم هذه الإمكانيات الكبيرة والأموال الهائلة إذا لم تكن- الامتدادات - مالية وتمويلية؟ وما الذي يدفع مفتاح لرفض نظريه حصر الولاية والإمامة في البطنين ويقول تنطلق من رؤية ضيقة ونفسية متأزمة!! هل هي ردة عن المذهب الزيدي وتحول إلى لأثني عشري أم هي مجرد دعاية إعلامية وحركة بهلوانية؟ لقد كان الحوار الذي أجراه الزميل فهد سلطان مع محمد مفتاح واضحاً وحاسماً وفاضحاً للحزب الجديد- حزب الغمة المنبثق من دماء الأمة- وأنه حزب إيران في اليمن الذي سيتولى نشر التشيع وإنشاء وتأسيس الحوزات كما جاء في بيان تأسيس الحزب وأكده مفتاح في حواره مع الجمهورية بقوله: أن حزبه سوف يقوم بتعليم وتفقيه اليمنيين في أمور دينهم حتى لو كان في سقطرة أو كمران أو ذباب أو المهرة...!! إنه طموح كبير وعمل جليل يقوم به هذا الحزب الجديد تصوروا انه أخذ على عاتقه مهمة تعليم اليمنيين أمور دينهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور ومن ضيق الشافعية إلى سعة الأثني عشرية ثم يدعي مفتاح أن حزبه يمني(خالص) ويحمل مشروعاً (وطنياً) ينقذ البلاد والعباد وخاصة بعد أن وصل مفتاح ومن معه إلى قناعة أن القوى السياسية القائمة غير قادرة على إخراج اليمن من الوضع المتردي ولا على إيقاف التدهور الذي وصل إليه حال البلد!! هكذا يتحدث المنقذ والمخلص لقد فشلت كل الأحزاب والقوى السياسية وأصبحت عاجزة وغير قادرة على فعل شيء ولم يعد هناك بد من تدخل الرجل الخارق و(سوبر مان) الأمة لينقذ البلد من التدهور والسقوط والتجزؤ والحرب الأهلية هذا ما وعد به مفتاح اليمنيين وشمر ساعديه للقيام به والإسراع في انجازه ليس ذلك فحسب وإنما يؤكد على أن حزبه سيقوم بتقديم العون والمساندة المالية والمعنوية لكل الأحزاب السياسية لكي تنتقل من العشوائية إلى المؤسسية!! هكذا تحدث ويتحدث (زعيم) حزب الأمة أنهم لن يكتفوا بإنقاذ البلد فحسب وإنما سوف يقومون بإنقاذ الأحزاب وتقديم العون المادي والدعم المالي(لكل) الأحزاب والقوى السياسية في الساحة اليمنية. يا له من حزب كريم وشهم فمع انه في مرحلة التأسيس والإنشاء ومع أن قياداته ومؤسسيه ليسوا مؤهلين سياسياً إلا أنهم سيقدمون كافة أنواع الدعم والإسناد والتشجيع لكل الأحزاب اليمنية بما في ذلك الأحزاب العملاقة والكبيرة مثل الإصلاح والاشتراكي وحتى المؤتمر ..حتى تتحول هذه الأحزاب من العشوائية التي تعيشها والفوضوية التي تمارسها إلى المؤسسية والانضباطية ومن المؤكد أن حزب الأمة سوف يعقد دورات تدريبية لقادة الأحزاب السياسية في مهارات العمل الحزبي وأساليب العمل التنظيمي والجماهيري ودورات عن وسائل جلب الدعم المالي وطرق التمويل الإيراني ..وأخرى في مهارات التضليل والخداع والكذب والارتزاق. ومع أن كل ما ورد في مقابلة مفتاح مع صحيفة الجمهورية يحتاج إلى وقفات عديدة وتأملات عميقة ويثير الكثير من علامات الاستغراب والاندهاش، إلا أن أكثر ما يلفت النظر ويدعو للخوف والحذر التصريح الخطير والرد المثير الذي ذكره مفتاح حول الانتخابات الرئاسية القادمة حيث قال بالحرف الواحد وبلغة ولهجة الشخص الواثق:«أن الانتخابات القادمة لن تتم”!! إنه تهديد واضح وإنذار صارخ وقول قارح بعرقلة الانتخابات والتعهد بعدم إقامتها ..كيف سيكون ذلك وماذا سيعمل مفتاح. الأمة وحزب الغمة ومن ورائهم عبده الحوثي والحزب النازي والحلف غير المقدس،وآيات قم والنجف وطهران الذين يعملون على خلط الأوراق وإحداث الفوضى والشقاق وزعزعة الأمن والاستقرار وخاصة أنهم قد تعهدوا لإيران بإسقاط المبادرة الخليجية وإفشال حكومة الوفاق الوطنية وفرض شروط جديدة كمحاولة لجر البلاد إلى الفوضى والاقتتال والحرب الأهلية.