الظلم والاستبداد وممارسة الفساد بكل أشكاله والذي جعل الشعب والوطن برمته على كف عفريت وهو من أخرج شباب اليمن إلى الساحات والميادين للتخلص من جور الظالمين والمفسدين ولعل الجميع يدرك بأن الظلم والاستبداد هو الرافعة الأقوى لإنجاح الثورة اليمنية والتي تشق بصعوبة بالغة طريقها لتحقيق أول أهدافها وتضع الأقدام بعتبة الدولة المدنية الحديثة ،هذا الظلم والاستبداد الذي شكا منه جميع أفراد الشعب بما فيهم مناصرو صالح في كفة وما حدث ويحدث في أرض العدين من ظلم وطغيان وفساد منقطع النظير في كفة أخرى هناك بيئة خصبة حيث يغيب النظام والقانون وهيبة الدولة التي تختزل وتحضر بقوة في شخصية الشيخ الذي لا يمكن أن يترك صغيرة أو كبيرة الإ وله الرأي والقول الفصل فيها، هناك المشايخ جنرالات في الظلم وعمالقة في النهب والسطو على ممتلكات المواطنين الرعية البسطاء والذين لا حول لهم ولا قوة ومن يفكر بالتحرر والذهاب للدولة يجد الشيخ قد سبقه وصار مدير المديرية أو مدير الأمن هو الناطق الرسمي بإسم الشيخ ، أعرف مواطنين كثر أحدهم فكر بالذهاب لإدارة أمن المديرية وبمجرد وصوله أودعه زبانية الشيخ القابعون في إدارة الأمن سجن إدارة الأمن فبمجرد اتصال هاتفي من الشيخ يقيم الدنيا في وجه الرعوي ولا يقعدها، وحتى يكون عبرة لبقية الرعية الذين يفكرون بالهروب والتمرد من شرعية الشيخ إلى شرعية الدولة والقانون ولكن لا يمكن أن يحدث شيئا من ذلك وإن حدث فصوريا ويكون الشيخ هو المتحكم الخلفي لمثل هكذا قضايا ،العدين التي منحها الله هبة ربانية من الجمال والزائر إليها يجدها واحة خضراء في دوحة الجمال الرباني ،لكن دراكولات الظلم والجور حولوها إلى واحة سوداء بحجم السماء ظلماً وجوراً وفساداً وطغياناً، وما قضية مهجري الجعاشن عنا ببعيدة ، العدين التي خرج منها مارد الثورة (مهجري الجعاشن) وكانوا شرارة الثورة الحقيقة يقودون اليوم ثورة لا تقل أهمية عن الثورة الأم الثورة الشعبية يقودون ثورتهم ضد المشايخ والنافذين بعد أن قتل المواطن الجعوش ونجله برصاص نجل أحد المشايخ بداية الأسبوع قبل الماضي وليست المرة الأولى التي يكون المشايخ شركاء القتل وأداته في مناطق العدين فقد سبق الجعوش مواطنون كثر وانتهت قضاياهم دونما اعتبار يذكر للضحايا وأسرهم ، الجعوش يعده المواطنون هناك بوعزيزي العدين وقد سلكوا سلوكاً حضارياً راقياً بمسيرات وتظاهرات يومية تطالب بالقبض على القتلة والمجرمين الذين امتهنوا رعوي العدين وسحقوا كرامة المواطن واعتقدوا أنهم ورثوا الأرض والإنسان الجمعة الماضية كانت أول جمعة لهم خرجوا وكونوا ساحة للتظاهر أسموها ساحة الأحرار وأسموا جمعتهم جمعة نصرة المظلوم ، ولكن ما يدعو للغرابة أن السلطات المحلية والأجهزة الأمنية بالمحافظة لم تحرك ساكناً بحجم القضية التي قد تتطور إلى مالا يحمد عقباه ، ذلك لأن المشايخ والنافذين هم من يعيقون أداء الأجهزة الأمنية ، بل شاركت الأجهزة الأمنية بتوجيهات أحد المشائخ المتنفذين بالتستر على الجناة وتهريبهم، وكان للجناة ما أرادوا فقد خرجوا برفقته كي يوصلهم للجهات الأمنية لكن الشيخ هربهم وحتى اللحظة لم ينفذ ما وعد به وفي القصة الكثير والكثير لكن لن أخوض فيها وما ذكرته توضيح ما حدث حتى يكون القارىء على اطلاع بخلفية ما يجري هناك، هؤلاء المشايخ وأمثالهم هم من يقفون خرسانة إسمنتية في طريق تنمية تلك المناطق ووصول ربع أرباع القانون الذي يسري على بقية خلق الله في سائر المناطق اليمنية ،اليوم أبناء العدين يرسمون لوحة جميلة في وجه الظلم والظلام ، يناضلون ليأخذوا أبسط حقوقهم المسلوبة منذ زمن عتيق على يد حمران العيون ، وعلى جميع أبناء العدين التضامن معهم والوقوف معهم بل إن الوطن برمته مدعو للتضامن معهم وإنشاء حلف للفضول لنصرتهم ، وقديما قالوا كما في المثل الشهير: من العدين يالله بريح جلاب ، فقد أتت رياح التغيير من روح الثورة الشعبية وتفجرت ثورة نوعية بسرعة الضوء في وجه المشيخ معلنين بلسان الحال والمقال ولى زمان المشيخه وانتهى مع النظام الذي غذى شجرة المشيخ وسقاها وترعرعت في عهده كي يستفيد منها في سبيل البقاء على كرسي الحكم ليواصل رقصته المشهورة فوق رؤوس الثعابين ، وقد دب الخوف والرهبة في أعماق المشايخ الذين مارسوا إرهابا غير مسبوق بحق من انضم إلى ثورة الشباب وأدركوا أن الدائرة تدور عليهم وهاهي تباشير الثورة العظيمة تدك معاقلهم وستأتي ثمارها شاء من شاء وأبى من أبى وهيهات هيهات أن يعود زمن الذل والعبودية للشيخ الذي يصل للدجاجة والبيضة قديما وحديثا، وإن غداً لناظره قريب وعما قريب سيكون ليل النافذين والمشايخ إلى زوااااااااال.