نحن نتعلم لكننا لا نبتذل، والصحافة أكبر معلم ،و«آية هذا الزمان الصحف» نعم، وقد علمتنا الأيام أن “الأيام” موقفاً ورجولة، وعلّمتنا أن الشعب هو صاحب الحق في التغيير وأنه ليس “غبياً” حتى تنطلي عليه المؤامرات ،لأنه شعب حيوي وثائر وقاد ثورات عظام في الوطن، وتحققت فيها الانتصارات الكثيرة لكن يمكن أن نقول عنه: أنه خُدع وذهبت أحلامه في توجهات قيادات البلد سواء الحزبيين منهم أو المتآمرين..ولكن للصبر حدود! إذاً...نتذكر تلك الكلمات العربية الخالدة التي كانت زاداً للثورات والثوار...ومنها “عرف الشعب طريقه...وحّد الشعب بلاده....وإذا الحلم حقيقة...الخ” فهل يجوز أن نسبك كلمات أو ما يسمى زوامل، ببلاهة وبلادة لنقول فيها: (سنة أوجعتوا قلوبنا يا ناس بهذه الحصانة والشعب مسكين صدّق لكن غبي للأمانة”؟! أية أمانة هذه لنصف فيها الشعب بالغباء...وأي غبي هذا الذي يقنع نفسه بأنه( أبوالعريف) ليحكم..والله خير الحاكمين! إن الأمانة تقتضي أن يكون المرء حصيفاً وأن من يدعي التلمذة ينبغي أن يكون بحجم الأستاذ، يأخذ منه ويتشرب من ثقافته وأخلاقه وقيمه النبيلة، لا أن يدعي الانتساب لمدرسة كل أهلها رمز للاقتداء..ويكون التلميذ هذا خائباً، ويدعي ما ليس في سلوكه أبداً، لكنه يصر على أنه تلميذ لكذا وكذا، وهو في سلوكه يتمنى حقيقة أن يكون كذلك، وأنى للأماني أن تحقق إذا كانت الضمائر خائبة ولا ترقى إلى أن تطمح ولو بتحقيق 1%منها! اليوم...ونحن نرى العجب العجاب في مجال الكتابة وبالأخص صاحبة الجلالة (الصحافة)نتذكر صحيفة “الأيام” المدرسة الحقيقية للصحافة في بلادنا، والتي اجترحت في مساراتها مآثر لم تبلغ إليها أية مطبوعة أو صحيفة، نراها اليوم وقد حل بها بطش السلطة وظلم الدولة وعسف الآخرين،نجدها اليوم في ظل غيابها قد تركت مساحة(للي يسوى واللي ما يسواش) كما يقولون ليتقوّل وينفش ريشه وكأنه من العراقة قد أظهر مهنية فريدة، وما يزال عمره الزمني والمهني في الهندول..وما يزال يحبو ليبلغ أشده وماهو ببالغه.. لقد ظهر الغثاء وبالغ فيه المبالغون..ولكن لكل بداية نهاية، وسينتهي هذا الغثاء الصحافي حتماً، بعد عودة صدور “الأيام” عن قريب ولن يصمد إلا من يمتلك النزاهة والمهنية والضمير الحي والنقي والمحايد، والذي يحترم إرادة الشعب قولاً وفعلاً..وقديماً قالوا(الحكيم تكفيه الإشارة) والشاعر العربي قال: لا يغرنك ما ترى من رجال إن تحت الصدور داءً دويا.