عندما تكون لدى الشباب أهداف سامة وواضحة لخدمة وطنهم وأمتهم أهداف نابعة من معرفة وإدراك هؤلاء الشباب بقضايا وهموم وواقع الوطن والأمة والحاجة الماسة لبناء ووجود الدولة المدنية الحديثة دولة النظام وسيادة القانون والمواطنة المتساوية والعدل والحرية والكرامة لجميع أبنائها. وعندما يضع الشباب رؤيتهم الواضحة وأهدافهم المشتركة والاستراتيجيات الفعالة لتحقيق هذه الأهداف ويمتلكون الإرادة القوية والصبر والفرصة لتحقيقها مهما كانت المعوقات والمحبطات التي تعترض سيرتهم ويحاول من يزرعها ويضعها في طريقهم لعرقلة وإعاقة تقدمهم نحو بلوغ أهدافهم . وعندما تتوحد جهود الشباب وأفكارهم وأهدافهم ورؤيتهم واستراتيجياتهم لتحقيق الخير والتقدم والنماء لوطنهم وأمتهم ويضعون نصب أعينهم مصلحة الوطن العليا فوق أي مصالح واعتبارات شخصية أو سياسية وحزبية أو مناطقية ومذهبية وعرضية وقبلية.. ويدركون تماماً أن الوطن ومصلحته العليا فوق الجميع أحزاباً ومنظمات وشخصيات سياسية واجتماعية وقبلية ومذهبية وأنهم كشباب حاضر ومستقبل هذا الوطن وصنّاع مجده وتطوره. وعندما يقف الشباب صفاً واحدا ًضد كل أشكال ورموز الظلم والفساد والخيانة والعمالة الذين شكلوا ويشكلون حجر عثرة أمام نهضة وتقدم الوطن مهما كانوا ومهما كانت قوتهم وقوة من يقف وراءهم ومهما تعددت أساليبهم وتنوعت أفكارهم وتبدلت ألوانهم وأشكالهم وتغيرت أقوالهم ومواقفهم، فالتغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة والنهوض بالوطن في كل المجالات لا يمكن أن يحدث ويتحقق على ارض الواقع من خلال شخصيات أو جماعات عاثت في ارض الوطن طغياناً وفساداً. أو من تحمل مشاريع وأجندات خاصة بها أو بدول وأنظمة خارجية ترعاها وتوجهها لمصالحها أو تحلم وتسعى لتحقيق مصالحها وأهدافها الخاصة على حساب مصلحة الوطن العليا. وعندما يتسلح الشباب بالوعي والتعليم وحب الوطن ويسهمون جميعاً في عملية التنمية الشاملة لهذا الوطن كل في مجال اختصاصه واهتمامه بأمانة وإخلاص وتفانٍ مستفيدين من تجارب وأفكار نظرائهم في العديد من الدول المتقدمة . وعندما يكون الشباب صناع وقادة التغير والتطوير أدوات فعالة للبناء والإعمار والتحديث والتقدم والنهوض بالوطن والأمة.وليس معاول للهدم والتخريب لكل ما تم ويتم بناؤه وإنجازه على ارض هذا الوطن. ومشاعل للنور والهداية والتوعية لكل أبناء الوطن بقيم الخير والسلام والعدالة والحرية والحب والانتماء لهذا الوطن الحبيب. عندما يتحقق كل ذلك من شبابنا الأعزاء ونفهم وندرك جميعاً قيادات وشخصيات وأحزاباً وتنظيمات سياسية واجتماعية وأجهزة ومؤسسات حكومية , بأن الشباب اليوم هم الكلمة الأقوى والرقم الصعب الذي لا يمكن تجاهله أو الاستهانة به من قبل الجميع , وانه بات من غير الطبيعي اليوم أن يكون هناك حديث عن التغيير والتطوير والإصلاح دون أن يستدعي ذلك ذكرًا للشباب. لأنهم يشكلون اليوم القوة الحقيقية للتغيير وصناعة المستقبل المشرق للوطن.وهم من يضعون عناوين حياتنا بما نريد ونطمح. ووحدهم من أعطى بلا انقطاع ومن وثب نحو العلياء وزاحم النجوم والكواكب، ليصير منهم الشهيد والحارس الأمين على مكتسبات الوطن. ومنهم نستمد عافيتنا ، و تتجدد خلايا الإبداع في عقولنا وأفكارنا . عندما يتحقق كل ذلك فإننا حتماً سنشهد ونلمس ونعيش واقعاً ومستقبلاً أفضل في هذا الوطن والأمة وسوف تتحقق على ارض الواقع أسس ومقومات الدولة المدنية الحديثة كما يحلم بها كل فرد منا يعيش على تراب هذا الوطن الحبيب وعندها فقط ستنتصر إرادة الشباب ويستحقون جميعهم جائزة نوبل للسلام. *أستاذ التسويق المساعد/ جامعة تعز