تزايدت معضلاتنا كيمنيين بفعل آلية حكم النظام .. ولقد دوخنا العالم بمشاكلنا، حتى صرنا كابوساً لا يُحتمل.. لكن شرط الحل الوحيد هو التخلي عن المكابرة، إذ نحتاج التصالح ما بيننا أولاً.. وتلك هي المهمة التاريخية اللازمة الآن، شئنا أم أبينا.. كذلك فإن تبديل لغة العنف بلغة الشراكة، وعنجهية الاستقواء بلغة الحوار الحقيقي، ضمانتان أكيدتان من أجل أن نحترم أنفسنا على الأقل – قبل فوات الأوان – وعندها فقط: سيحترمنا الآخرون، ولو قليلاً!. طبعاً فإن ما نعانيه ونأمله يجب أن يكمن في محاولاتنا الدائمة بمسؤولية لاستنطاق ذواتنا ، إذ ما من حقيقة وطنية ثابتة إلا في إطار يمنيتنا أولاً وأخيراً .. لكننا نريد وطناً جديداً للجميع.. وعلينا أن نرفض كل تمترساتنا التي لاتترك مجالاً للمشترك الوطني أو حتى للممكن في هذا السياق. أما أحاسيسنا السياسية فيجب أن تنتمي للواقع لا للرغبات أيضاً.. أن نحلم دون الاستعلاء على الواقع وإنما بالخوض فيه لإعلائه ليكون بمستوى تحقق هذا الحلم، ونحوز شرف المكاشفة وجدارة الاستيعاب.. بمعنى آخر ينقصنا كيمنيين فعلاً أن نتأمل بشكل أفضل لتتسع الرؤيا، بحيث نبلغ الثقة اللائقة ما بيننا كشركاء ونحن نخوض طريقنا الجمعي الشاق في بناء الدولة، مع تقديرنا فقط لكل قيمة ضرورية تنفع وطنياً؛ إذ ما دون هذه القيمة سينتمي للهباء لاشك. [email protected]