الكلمة الضافية التي خاطب بها المشير عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية عموم المواطنين اليمنيين قبل النخبة السياسية وضعت النقاط على الحروف حول أبرز مهام المرحلة القادمة، وأشارت بالبنان إلى تلك المكانة الرفيعة التي حُظيت بها اليمن على المستويين الإقليمي والدولي، وكيف أن فرقاء الوساطة الحميدة على هذين المستويين مازالوا عند حد القناعة بمساعدة يمن ما بعد الانتخابات بوصفه صمام أمان مؤكد للمنطقة والعالم برمته، وإلى ذلك أشار نائب الرئيس إلى المؤتمر الوطني العام الذي سيلي الاستحقاق الانتخابي، مؤكداً أنه لا خطوط حمراء أمام المؤتمر، فكل المواضيع ستكون مطروحة على الطاولة، ولا استثناء لأي من المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية، كما أكد المشير عبدربه منصور أن الشباب كان لهم الدور الحاسم في مُعادلة المبادأة التوّاقة إلى التغيير على قاعدة الاصلاح الشامل، فهم الذين حركوا المياه الراكدة. تلك الكلمات التي قالها الأخ النائب، وما تلاها من تحديدات واضحة الصفاء والنقاء للأستاذ محمد سالم باسندوة، وصولاً الى الخطاب العاقل الرصين للدكتور عبدالكريم الارياني، وكذا جُملة المداخلات التلفزيونية القصيرة التي جاءت من فريقي الائتلاف والتوافق اليماني الحكيم. كل هذه الأمور دللّت بما لا يدع مجالاً للشك في أن باب المستقبل انفتح على مصراعيه، وأن الحكمة اليمانية التي طالما استبعدها البعض منّا أضحت اليوم شاهداً على الحال والمآل، مصداقاً لقول الرسول الكريم محمد “ ص” . هذا التناغم اليماني الذي بدا خلال اليومين الماضيين يفتح الباب لآمال كبيرة وأحلام أكبر، والرهان كل الرهان على كامل المُقدمات التنموية الواعدة، وثقافة الصبر والتحمُّل التي أفضت بنا إلى ما نحن عليه من تميُّز في إدارة التغيير، وترميم الشقوق، ومغالبة النتوءات الضارة التي تطفو على سطح السيل الجارف باتجاه المستقبل. حديث النائب المنصور بإذن الله ، ومن معه في كوكبة الصابرين المُحتسبين، هو حديث كل يمني شريف يرى الماضي بعين المستقبل، ويتمنطق حزام الصبر والتحمل من أجل الوطن، ويقابل السيئة بالحسنة لتأكيد معنى الشجاعة الحقيقية. [email protected]