لا مبشرات تدل على أن شهر التوبة والغفران الجاري سيمر بسلام هذا العام وخاصة في ظل تعنت سلطة بالقبض على الكرسي وافتعال سياسيات تجريعية وأزمات يومية فاقت المتوقع وهي تنهش في جسد المواطن اليمني، الذي تلقى كل هذه السياسات بصمود صمت منقطع النظير. عن قراءة سريعة لرمضان لهذا العام والذي شهدت أول أيامه أشرس هجوم للحرس الجمهوري على القرى المحاذية لشارع الستين بمحافظة تعز نقف عند رأي العديد من أبناء المحافظة : بُعد عسكري يحمل صفة الدموية أكثر من حماية الوطن والمواطن، يأسف الدكتور/ أمين محمد ثابت، لما يمر به اليمن في وقته الراهن من أزمات مفتعلة وخاصة مع حلول هذا الشهر الفضيل فالأوضاع التي تم اصطناعها مأساوية وكل يوم في ازدياد, مؤكداً أن رمضان هذا العام هو أسوأ الشهور على الإطلاق وذلك لعدة أسباب، تكمن بعضها في عدة احتمالات وكلها بسبب الضائقة المالية التي تقع على المواطن اليمني وحرمانه من الخدمات الأساسية التي تقدم له.أسباب كثيرة يعزيها الرجل إلى عدم وجود الدولة التي تستطيع أن تتحكم بهذه المتطلبات الأساسية وبالمقابل ظهرت السوق السوداء وكلها عوامل ناتجة من مخلفات النظام الذي لم يستطع أن يجد الدولة ليحل محلها الحاكم العسكري وبه حل الفساد والفوضى الغير مرتبط بقانون . * الناشطة معين : أتمنى أن يشهد رمضان حالة هدوء لننعم بالراحة بعد نصف عام من رصد الانتهاكات لحقوق الإنسان في تعز وغيرها. يضيف الأكاديمي بجامعة تعز أن من الأسباب أيضا هو التكبر والتعنت للسلطة الحاكمة كونها لا تريد أن تخرج هذا المجتمع إلى حالة من الاستقرار وبالتالي تلجأ إلى المدفع والبندقية, ومن هنا يمكن أن يتفجر الوضع في أي لحظة. يردف ثابت على السلطة أن تخاف الله وخاصة في هذا الشهر الكريم وعليها أن تحقن دماء الناس, لأنه وكما يبدو أن الاتجاه العسكري يحمل في داخله البعد الدموي أكثر من الصفة العسكرية المكلفة بحماية الوطن والمواطن . وينصح الدكتور/ أمين الشعب بالصبر، خاصة وقد تعلم الصبر على مدى أزمنة طويلة, مردفاً أن الصبر في هذه المرحلة هو نوعي وثوري، كونه ناتج عن المهانة والأذى والجرع التي فاقت في توقعها كل شيء، يجب على جميع الشعب اليمني أن يكونوا صابرين مع أخوانهم المرابطين في الساحات من أجل مستقبل اليمن وما النصر إلا صبر ساعة . الأجواء الثورية جعلت رمضان على غير العادة: من جانبه يقرأ العضو البرلماني/ عبدالله أحمد مشهد رمضان لهذا العام بالقول إن اليمانيين سيعيشون رمضان على جانبين أو على خطين, الخط الأول: هو خط المعاناة وارتفاع الأسعار, وهذا اصطنعه النظام ويسعى لأن يجد عند اليمانيين نوعاً من اليأس والإحباط حتى يصل الشعب إلى مرحلة الاستسلام ورفع الراية البيضاء للنظام هذا الخط الأول . * × البرلماني/ عبدالله أحمد: رمضان هذا العام له نكهة أخرى وذوق أفضل بفصل الحالة الثورية التي يعيشها اليمانيون. أما الخط الثاني بالمقابل : شهر رمضان فيه متعة لليمانيين، متعة عقلية ونفسية، وخاصة هذا العام وهو أن الجميع سيعشه على غير العادة وهو غير كل أشهر رمضان التي مرت خلال السنوات الماضية, كونه يأتي هذا العام في أجواء ثورية يطالب فيه اليمانيون بالحرية والعزة والكرامة والخروج من الاستبداد وصنع مستقبل جديد لليمن, يمن يقوم على المبادئ والقيم والتطبيق المنهجي الصحيح للإسلام, الإسلام الذي شوهه علي عبدالله صالح, اليوم الجميع يسعى لتصحيح مسار الحياة اليمنية بشكل عام, لذلك أشعر أن شهر رمضان سيكون عند اليمانيين له نكهة أخرى وذوق أفضل نتيجة لهذه الحالة النفسية الثورية التي يعيشها اليمانيون وبالتالي فإن الجميع في حالة ثورية إيجابية . النظام وسقوط كل الرهانات: يتحدث الشيخ/ عبدالله عن الوضع الاقتصادي في اليمن وتأثيره على الموطن وخاصة مع شهر رمضان المبارك بقوله : لا شك أن آثاره يعرفها الجميع وأضحى الشعب اليمني يدرك أهداف النظام من وراء صنع مثل هذا الوضع الاقتصادي بعد أن عجز عن كل الرهانات وهي تتساقط من يده واحدة تلو أخرى ومن هذه الرهانات القبيلة والقاعدة ورهانات العلماء ورهانات الكذب على الناس ورهانات المال, النظام عندما أدرك سقوط هذه الرهانات لجأ إلى الرهان الأخير وهو التضييق على الناس في معيشتهم وفي قوتهم من خلال هذه الرسائل . لكن بفضل الله عز وجل أننا نرى أن هذا الرهان قريباً سوف يسقط, لأننا نرى أن هناك تصلباً وصحوة عند اليمانيين وثباتاً ليس له حدود . * الدكتور/ أمين ثابت: رمضان هذا العام أسوأ الشهور على الإطلاق لجملة أسباب وكلها تعود إلى الضائقة المالية التي تقع على كاهل المواطن اليمني وحرمانه من الخدمات الأساسية توجه النائب البرلماني بنصيحته لكل مواطن بالقول: خيارك اليوم ينبغي أن يكون خيار السير إلى الأمام، لأن المواطن إذا عاش ملصقا بمكانه سيواجه الأذى والمشقة وإن رجع إلى الوراء سيواجه الأذى والمشقة أيضاً, لذلك ليس أمام الشعب سوى خيار المضي قدماً إلى الأمام ومع السير إلى الأمام سيأذن الله بأن يخرج اليمن من هذا النفق المظلم . رمضان والتدهور الاقتصادي والأمني: بدورها تتمنى المحامية والناشطة الحقوقية معين أن يشهد رمضان حالة هدوء وتهدئة ويتم إيقاف إطلاق النار على الموطنين, مرجعة أسباب أمنيتها إلى رغبتها بالراحة بعد قرابة نصف عام من رصد الانتهاكات لحقوق الإنسان، التي حدثت ومازالت تحدث في تعز من قتل ونزوح وتهدم منازل للعشرات المواطنين . وتردف معين : نريد أن نتفرغ في شغلنا للأمور الأخرى, وأن نأخذ أنا وبقية الفريق القانوني إجازة بعد طول عناء من رصد الانتهاكات والتي كانت آخرها حصر عدد المنازل التي تم تدميرها وتضررها من القصف. وتنوه الناشطة معين إلى أنه من الطبيعي أن رمضان هذا العام سيكون مختلفاً، كون الحالة الاقتصادية للناس سيئة والأسعار مؤلمة وكل شيء ارتفع بنسبة 200%، بالمقابل لا يوجد مصدر دخل للمواطن وإن وجدت فهي شحيحة جدا .. وتعتقد الناشطة الحقوقية أن رمضان هذا العام سيتخلله العديد من المشاكل - نسأل الله السلامة للجميع- متمنية على بقايا النظام أن يتقي الله في الشعب وأن يراعي مصالحة بعدم رفع أسعار المواد الغذائية وتوفير المشتقات النفطية وعدم التلاعب بالكهرباء . النظام ومسلسل اختلاق الأزمات: يقول الدكتور/ طارق غشام المحمدي :من المعطيات الواضحة أن رمضان سيكون في هذا العام متغيراً من جميع النواحي, ليس فقط من الناحية الاقتصادية, ولكن أيضاً من الناحية السياسية والأمنية أيضا وهي نتاج عن التلاعب من قبل النظام بالمشتقات النفطية والتلاعب بالأوضاع الاقتصادية واختلاق الأزمات. يردف الدكتور/ المحمدي : المواطن العادي قد يعيش رمضان هذا في ظل أزمة متفاقمة وهي ناتجة عن ساسية النظام وهو الذي يتحملها بشكل كامل . * × الدكتور/ المحمدي: المواطن العادي يعيش رمضان في ظل أزمة متفاقمة وهي ناتجة عن سياسية النظام وهو الذي يتحملها بشكل كامل. ويحمل المحمدي مسؤولية ما يحدث لليمن بقايا النظام, مردفاً أن الوضع الذي يمر به المواطن بالتأكيد له أثر سلبي ليس فقط على المواطن العادي ولكن على كل أبناء الشعب اليمني ولكن بنسب متفاوتة, المواطن العادي كان مسحوقاً والآن ونتيجة لهذه الأزمة سيكون أكثر سحقاً .. وعن الحلول ينوه الرجل أن المفترض على السلطة تقوم بواجبها من خلال تخفيض الأسعار بالرغم أننا تعودنا دائماً ونعرف أن السلطة هي صاحبة الأزمات ولم تكن يوماً جزءاً من الحل بقدر ما كانت جزءاً من المشكلة . عوامل كثيرة جعلت المحمدي ينصح المواطن المغلوب على أمره وخاصة الصامتين بالوقوف إلى جانب الأغلبية من الشعب وهم الذين خرجوا إلى الساحات من أجل مستقبل اليمن ورفضاً للفساد الموجود في اليمن, وهذا لن يكون إلا من خلال الفعل الثوري الموجود في الساحات، الأمر الذي يتطلب تضافر جهود الجميع من نجاح هذه الثورة .