يعيش الوطن في ظل مرحلة مهمة واستثنائية ، تطلعات الشعب وطموحات التغيير الشعبية فيها معروفة ومحددة .. وقوى التغيير تراهن على الخيار الوطني في الديمقراطية الحقيقية التي تحققت لها مكتسبات بينة منذ إعادة تحقيق الوحدة . وبالرغم مما يشكله نجاح حكومة الوفاق الوطني من ضرورة وأهمية بالغة في إنجاز المهام المطلوبة خلال المرحلة الانتقالية في مختلف المجالات الاقتصادية والخدمية والمعيشية والتنموية والسياسية وغيرها ، فهنالك مهمة في غاية الأهمية لحكومة الوفاق الرشيدة .. وتتمثل في إيقاف التداخلات والتأثيرات غير الإيجابية بين ما يشكله الواقع من مكونات وبين تنظيمات المجتمع التي تعرقل اتفاق قوى التغيير ، وتوحدها في مشروع وطني جديد ورؤية واحدة .. فلا شك أن كافة التجاذبات في هذا الواقع بما يتضمنه من معطيات وتفاعلات تتحرك باندفاع عبر قوة قوانين التطور الطبيعية للمجتمع وفاعلية العوامل التشريعية الجديدة .. إضافة إلى مجمل التطورات والمتغيرات المستمرة ، تندفع جميعها نحو تواصل هذه القوى وتوحدها لكي تؤدي دوراً ريادياً يحقق تغيير الواقع نحو الأفضل برغم كافة العراقيل والتحديات والمشكلات المتعددة .. وبرغم تأثير القوى المعيقة للتغيير وفاعليتها المستمرة .. وبالتالي لابد أن يعمل الشركاء في الحكم على تجاوز أخطاء الماضي ، والالتزام بالرؤية الصائبة الموحدة التي بني على أساسها الاتفاق والوفاق ، والوقوف بقوة أمام كل ما يعيق إدارة الحكم بتلك الرؤية الموحدة واضحة الصورة .. والوقوف بالذات ضد القوى التي ما تزال تشكل عائقاً أمام التغييرالحقيقي في ظل مسيرة الثورة والوحدة والديمقراطية والحرية ..إضافة إلى الاحتكام باستمرار إلى الإرادة الشعبية التي عادة ما تحتكم للثوابت الوطنية . حيث يجب أن تلتزم كافة القوى بعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال سواء من خلال الأداء السياسي أو الجماهيري ، أو من خلال النشاطات الإعلامية أو الثقافية أو الاجتماعية .. وتظل المسؤولية على جميع قوى التغيير والحداثة التي لابد أن تضطلع بدورها الوطني لتحقيق المشروع الوطني الحضاري للتغيير ، تجسيداً وانتصاراً لتطلعات الإرادة الشعبية .. والمنتظر من حكومة الوفاق الوطني المبادرة بإنجاز مهامها دون تخلف عن حراك وتطورات الواقع الوطني ، فربما تتجاوزها قوى التغيير بتوحد رؤاها لتؤدي دورها الوطني الفاعل ، بدعم ومساندة كافة أبناء الشعب الذين يتطلعون للتغيير المنشود بصوره المشرقة الإيجابية .. وتلك هي القضية . [email protected]