أمنيات متواضعة ومتطلبات مشروعة تلك التي يتمنى تحقيقها المواطن اليمني سواء في شرق الوطن أو في غربه ، في شمال الوطن أو في جنوبه لكي يعيش حياته بسلام وأمان .. أولها وأهمها الشعور بالأمن والأمان في المنزل وفي الشارع وفي مقر العمل ، يأمن على أولاده في المدرسة وفي الجامعة ، يشعر عند التنقل بين محافظات الجمهورية بالسكينة والاطمئنان .. لا توقفه ( البراميل ) أو الحواجز وبالأخص الحواجز الفوضوية غير النظامية ، ولا يتعرض له أحد ولا يعتدي عليه أو ينهبه أحد في الطرقات الطويلة التي تربط بين تلك المحافظات مما يعرضه للخطر أو الضرر أو الامتهان .. يلي ذلك توفر الخدمات الأساسية الضرورية التي تمثل أهم مقومات الحياة ، فالماء والكهرباء والوقود أساسيات يستحيل أن يستغني عنها الفقير والغني على السواء ، وشحّة توفرها ثم انعدامها طوال عام مضى كان له شديد الأثر على حياة الناس في يمن الإيمان .. وعانى السواد الأعظم من أبناء اليمن أشد المعاناة جراء تلك الأحوال ، إضافة إلى غلاء أسعار السلع الأساسية وغير الأساسية التي اكتوى بنارها الجميع نتيجة لسوء الحالة الاقتصادية التي كانت واضحة للعيان .. وجشع بعض التجار المستغلين الذين لم يفوتوا فرصة استغلال الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد ، فسنوا مناشير الطمع والجشع دون الشعور بمعاناة أبناء وطنهم من بني الإنسان .. والمطلوب والمنتظر والمؤمل هو مبادرة رئيس الدولة وحكومة الوفاق الوطني بالعمل بكل مصداقية وجدية على إعادة تحقيق الأمن والاستقرار إلى البلاد - بعد أن افتقدا في العاصمة صنعاء وفي عدد من المحافظات - دون توان .. وبالتزامن يفترض أن يتم تحقيق تقدم سريع وملموس فيماً يلامس الاحتياجات الأساسية الملحة مثل الماء والكهرباء والمشتقات النفطية ، والعمل على إعادة أسعارها إلى ما كانت عليه تخفيفاً لما يواجهه المواطن اليمني من أعباء وغلاء معيشة دون تسويفات أو حجج واهية غير مقبولة من قبل أي طرف مسئول عن هذه الشؤون أي كان .. يضاف إلى ذلك حث الجهات المعنية على سرعة وضع تقييم فوري وشامل لأوضاع البلاد المتدهورة التي شملت كافة مناحي الحياة سواء الأمنية أو الاقتصادية أو السياسية .. ثم وضع برنامج زمني لإصلاح تلك الأوضاع ، ومواجهة جميع التحديات ، والأمر يتطلب تضافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية .. وذلك بالطبع يستوجب اتخاذ قرارات جريئة في سبيل تحقيق التقدم المطلوب على مختلف الصُعد ، بدءاً بإجراء تغيير حقيقي على كافة مؤسسات الدولة بحيث يتم تغيير وجوه الفساد ، وكل من كان له تاريخ غير مشرف ، وتورط بفساد أي كان نوعه ، فقد تنوعت أشكال الفساد وتعددت منذ استشرى هذا الداء وحتى الآن .. وما تزال رموزه حاضرة في مواقع عديدة عرفت للقاصي والداني بالفساد والإفساد المستمرين .. ولهذا فالتغيير الفاعل أمر حتمي لتعود الصورة الحضارية المشرقة ليمن الإيمان والحكمة ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إسناد مهام إدارة شؤون البلاد والمواقع المهمة في مؤسسات الدولة للعناصر المخلصة والوجوه النقية ، على أن تكون عناصر الكفاءة والنزاهة والسمعة الطيبة منذ الآن وعلى مدى المراحل القادمة ، شروطاً أساسية مهمة في هذا الشأن .. وبناء على ذلك سيشعر كل أبناء اليمن بأن عملية التغيير الإيجابية قد بدأت بالفعل ، وأن كل فرد سيحصل على حقه ومستحقه سواء عبر القضاء العادل أو عن طريق الإجراءات الإدارية لأجهزة الدولة في ظل التغيير الفاعل ومكافحة الفساد آفة هذا الزمان .. وتظل حلول بعض القضايا مرهونة بضرورة استيعاب كافة الفصائل والقوى السياسية في إطار الحوار الوطني الذي من خلاله يمكن إيجاد حلول توافقية لتلك القضايا ، ومنها قضية جنوب الوطن وقضية صعدة ، ومعالجتها ضمن القضية الوطنية برمتها بحكمة وعقلانية واتزان .. بالإضافة إلى أحد أهم القضايا بالغة الأهمية وهي إعادة بناء الجيش وهيكلته وصياغة المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية على أسس سليمة ووفق عقيدة وطنية .. ثم المضي في العمل بجدية ومصداقية لإرساء المبادئ الأساسية للدولة المدنية الديمقراطية .. استجابة للإرادة الشعبية التي يجمع ويتفق عليها كافة اليمنيين على هذه الأرض الطيبة المعطاءة الغنية بثرواتها الطبيعية والبشرية .. وتلك هي القضية. [email protected]